يعصب حصر تعاريف المثقف واختزالها في تعريف واحد لدرجة أن أحد الباحثين جمع ما يزيد على ثلاثمائة تعريف للمثقف في أحد أبحاثه، وفي ظني أن تعريف المثقف يختلف حسب الحقبة التي يعيشها مع تعدد المعاني التي تصنعها الظروف الثقافية لكل حقبه.. والسؤال الذي يطرح الآن من هو مثقف هذا العصر؟ وهل يختلف أو يتخلف عن مثقف العصور السابقة؟
أعتقد أن معايير المثقف تختلف في هذا العصر مع تطور وسيلة التواصل مع الجمهور فلم تعد الكتابة أو التأليف بالجدوى التي نجدها في مواقع التواصل المتقدمة كالسناب شات والانستغرام وغيرها من برامج التواصل المسجل الأخرى التي تتميز حتى عن موقع التدوينات الشهير تويتر.
فمن استطاع من المثقفين أن يطور من منتجه الفكري ليتواءم مع مستحدثات العصر فقد نجح في إيصال أفكاره للمتلقي مع إمكانية اختيار ذلك المتلقي حسب الوسيلة المفضلة له.
أما تعريف مثقف هذا العصر فهو الشخص الذي يستطيع نشر الفكرة الإيجابية والذهنية التحليلية التي تتواءم مع شروط النجاح لهذا العصر على عكس من بقي في صومعته الورقية أو زاويته، ينتظر المتلقي أن يبحث عنه دون جدوى ونصيحتي لمثل هؤلاء أن يبدأوا من الآن بكتابة مذكراتهم الورقية لكي يجدها أحفاد أحفادهم من بعدهم، معتقدين أنها كتبت بالعصور الوسطى!
وعودا على الشطر الأول من عنوان هذا المقال، فإن عبء الثقافة يثقل به من يستشعره، فالمثقف الحقيقي هو الذي يبحث عن صناعة عقول بمعايير العصر ويكتفي بأن يجلس بآخر كرسي في مسرح النجاح وهو يصفق للمكرمين قائلا في نفسه هؤلاء من صنع مقاطع الفيديو المثقفة التي أنشرها في حسابي، وليس له أن يقول إن هؤلاء من صنع قلمي لأنه بالحقيقة الأفكار التي تبث عن طريق الفيديو هي نفسها التي تكتب بالمقالات والكتب، ولكن الفرق هو الذكاء الذي يتحلى به المثقف ليعرف كيف يوصل ذلك المنتج الفكري لهم على طبق من ذهب.
أخيرا.. أعدك عزيزي القارئ بأنني سأقوم بتفريغ هذا المحتوى عن طريق برنامج سناب شات حتى لا أتهم بالرجعية الثقافية وفقا لشروط هذا العصر!
- خليل الذيابي