من الممكن لكل متتبع لما أُنتج من أفلام قصيرة في السعودية سيدرك هذا الكم الزاخر في قنوات اليوتيوب ؛ منها على سبيل التمثيل: فُليم ، قروشه ، خمبلة ، أفلام الخطيرين وغيرها من القنوات المهتمة بالفيلم القصير ؛ إلا أننا نفتقد الفيلم السينمائي الطويل و كذلك الفيلم الوثائقي.
ولعلنا ندرك من خلال متابعة تلك الأفلام القصيرة مدى الإبداع في الأفكار السينمائية و الإخراج الفني ؛ مما جعل قناة (mbc) تحرص على جلب الكثير من الشباب و الفتيات المبدعين و المبدعات في بعض هذه القنوات للتمثيل معها في مسلسلاتها ؛ و هذا محفز لهم و أيضًا إيمانًا بما لديهم من إبداع فني في شتى مجالات السينما.
ولا يمكن لنا أن نُغفل ما أبدعته جمعية الثقافة و الفنون بالدمام لإقامتها مهرجان أفلام السعودية السنوي الذي أظهر لنا العديد من الإبداعات الفنية لدى الشباب و الفتيات في السعودية ؛ إلا أن إمكانية متابعة هذه الأفلام و الحصول عليها غير متاحة و لو بمقابل مادي.
وقد أجادت الجمعية حينما أنتجت فيلمًا وثائقيًا عن الشاعرة فوزية أبو خالد بعنوان (بلد في امرأة) ؛ يحكي توثيقًا لحياتها و إبداعها و ذلك ضمن مهرجان بيت الشعر الثاني ، و قد أبدع محمود صباغ في إخراجه لفيلم ( مما جرى في بطحاء مكة) عن حياة الأديب الراحل حمزة شحاته ضمن قناته الخاصة على موقع اليوتيوب بعنوان (محليون) ؛ و لعل هذا العنوان يحثنا على انتظار المزيد من التوثيق لهؤلاء المحليين المؤثرين في الساحة الثقافية و الأدبية في السعودية.
لماذا الفيلم الوثائقي ؟!
الفيلم الوثائقي يجمع بين أمرين مهمين في واقعنا الثقافي المؤثر على الإنسان و هما : الصورة ، و توثيق حياة المبدعين ، فهو شبيه بالسيرة الفكرية المكتوبة لحياة الإنسان المؤثر في واقعه ؛ فكما أن الإنسان يسترسل مع السرد و الحكي و بالخصوص حينما يعلم أنه توثيقًا لحياة شخص ما فإنه بالمقابل سيسترسل أكثر مع حياة الإنسان بالشكل المرئي و المصور ؛ و بهذا فإن الفيلم الوثائقي هو سرد لسيرة المؤثرين عن طريق الصورة و المرئي.
وبما أن الساحة الفنية المهتمة بالفيلم القصير عن طريق موقع اليوتيوب في السعودية تعيش مرحلةً من المنافسة و التطوير الملحوظ فإننا نعيش لحظة الأمل منهم بالتوجه نحو الفيلم الوثائقي و لو كان قصيرًا لحياة المؤثرين في ساحتنا الفكرية و الأدبية و السياسية في السعودية.
- صالح بن سالم
_ssaleh_ @