صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل العلمية، التي يصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في نحو 140 صفحةً، مشتملاً على ملفّ عن فلسفة العلوم، أسهم فيه عدد من علماء الفلسفة، وعلى رأسهم الدكتور أحمد فؤاد باشا، الذي ذكر تحت عنوان: (إشكالية التحيّز في فلسفة العلم والتقنية) أن (فلسفة العلم) في أمتنا العربية والإسلامية ليست بمعزلٍ عن الأزمة التي أصابت نظيرتها في المجتمعات الغربية، ويتمثّل المخرج في الحالتين في تأسيس فلسفة علم إسلامية فكرياً وتطبيقياً، مضيفاً: من الواجب على العلماء أن يكونوا أكثر إقداماً من غيرهم على التبصير برسالة البحث، ورفض ما قد يؤذي الإنسانية. وسأل الدكتور خالد قطب (هل العلم في حاجة إلى فلسفة؟)، موضّحاً أن القضايا المعرفية والأخلاقية والعلمية والقيمية الناتجة من الثورات العلمية تستدعي منظوراً جديداً للعلم والمعرفة العلمية، ووضع فلسفة للعلم يتفاعل بداخلها النظري والواقعي والقيمي (الأخلاقي)، وينعكس هذا التفاعل على الناس أنفسهم من خلال وعيهم بالمخاطر المتوقّعة من جرّاء الاستغلال الأيديولوجي والاقتصادي للاكتشافات العلمية الجديدة للثورات العلمية التي صارت قوةً تقنيةً ذات أهداف مُغرضة في بعض الأحيان. وقدّم عبدالعزيز الشهري (محطات مهمة في تاريخ فلسفة العلوم)، ومما جاء في هذا المقال الذي يرصد تاريخ فلسفة العلوم أن العلماء المسلمين حملوا الراية، وحافظوا على المعرفة الفلسفية لفلاسفة اليونان القديمة، مضيفين إليها أساليب وفلسفات تعلّموها من حكماء الهند. وعلى الرغم من وجود كثير من العلماء المسلمين الذين أنتجوا وطوّروا أفكاراً إلا أن قليلاً منهم خُلّدت أسماؤهم في تاريخ فلسفة العلوم.