نوف بنت عبدالله الحسين
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
بدر بن شاكر السيّاب
تنذر الرائحة باحتفال الطبيعة.. بقدوم عروسها.. عروس المواسم... وفرحة القطرات المتراقصة.. تفاجئك بعزفها على رأسك وأنفك.. تسقط أول القطرات لتفرحك.. تلتم السحب ببعضها لحظة عناق بعد فراق طويل..
تبث السكون في كل مكان... رحمات من رب السماء.. يرسلها مدراراً.. ليغسل القلوب العطشى.. وتعلن عن الهدوء في وقت مستجاب الدعوة... مع قطرة عجيبة.. حديثة عهد بربها.... تسعد الكائنات.. وتعيش البهجة الهادئة الرقيقة الحنونة..
يفاجئك المطر بكرمه الفيّاض.... يحيي الأرض من جديد.. ويحيي المشاعر... يعيد ذكرى أشخاص يشبهون المطر في أناقته... ورونقه...
تتألق الأرواح.. وتسمو مع المطر... وتعيد الأمل.. في مسيرة جموع القطرات.. لحظة انطلاق الكرنفال الأخاذ.. (كأنشودة المطر)...
تسعد الكائنات.. وتعيش البهجة الهادئة الرقيقة الحنونة..
يتغنى الأطفال... (يا مطرة حطي حطي... على قريعة بنت أختي) وكأنهم يمنون أنفسهم بأن يكبروا بسرعة ليأخذوا بنات أخواتهم عند نزول المطر.. متنعمين ببركة السماء..
ويبدأ الكبار بالدعاء الخاشع.. يتذكرون الأحباب... الذي وجد منهم والذي غاب..
فينهل الدعاء منهم منهل السيل... وتنطلق الأمنيات مع هدايا الرحمن.. فالكل يدعو.. والكل سعيد...مع قدوم المطر... اللهم أغثنا...