مهدي العبار العنزي
العرب.. هذا الاسم الكبير سياسياً وثقافيا ولغة وقيما وأمجاد وتاريخا ومصيرا مشتركا يحتل العرب مساحات شاسعة تمتد من المحيط الأطلسي غربا إلى بحر العرب والخليج العربي شرقا، هذه المساحة الكبيرة والتي تشمل الدول العربية المنضوية في جامعة واحدة اسمها جامعة الدول العربية ورغم ميثاق الجامعة الذي تمت صياغته بما يعزز مكانة هذه الدول وترسيخ روح المحبة بين شعوب الامة العربية وحفظ أمنها واستقرارها ووجودها ومكانتها على الصعيد العالمي.
ومع هذا فإن كثيرا من الدول العربية تعرضت للاستعمار الغربي بدءا من القرن التاسع عشر الميلادي مرورا بالقرن العشرين الذي عرف إقامة اسرائيل وزرع هذا الجسم الغريب في أرض عربية اسمها فلسطين، وبدلا من أن تتوحد كلمة العرب من أجل بتر هذا العضو الفاسد ودحر مخططاته وأهدافه التي تريد ابتلاع الأرض واحتلال المدن والأنهر ومصادر وسائل العيش الكريم للمواطن الفلسطيني وإذلاله، وبالتالي تشريده ونزوحه من أرضه التي سكنها آباؤه وأجداده، انتشرت خلافات بين العرب قادة وشعوب وصلت إلى حد النزاع المسلح أدت إلى إضعاف العرب جميعاً وحالت دون طموحات الغيورين منهم مما أتاح الفرص لأعداء الدين والعروبة للتدخل وزرع الفتن والشقاق بين اأبناء العرب وتحريضهم بعضهم على بعض لتفريق صفوفهم، وبالتالي تشرذمهم ليكونوا لقمة سائغة في أفواه الأعداء، واستمر العرب على هذه الحال، وعندما وصل العالم المتقدم إلى عصر النهضة والخيال العلمي والتطور في كل مناحي الحياة هاهم العرب يعيشون هذا العصر وهم يشاهدون عالمهم العربي في أزمات أوجدها الجهلة بقيمة التاريخ ومكانة أمة الضاد.
تناحر وتقاتل وتدمير ممتلكات وإزهاق أرواح: هل هذه هي حضارتنا وهل هذه هي قيمنا ؟ أين العقل وأين الفكر وأين الاستفادة من دروس التاريخ؟ لنضرب للعرب حاليا مثلا قصة النملة مع نبي الله سليمان عليه السلام والتي ورد ذكرها في كتاب الله عندما طلبت من النمل الدخول في مساكنهم حتى لايتعرضوا للتحطيم من قبل سليمان وجنوده، وقد استجاب لها بقية النمل، فهل يستجيب العرب اليوم لصوت العقل الذي يحذر البشر من أمة محمد ليتم حقن الدماء، والمحافظة على أرواح الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء، فهل من مجيب؟ وهل النملة أكثر منا وعياً وثقافة؟ وإلى متى والعرب يتمتعون بالجهل في عواقب الأمور!!.