في رثاء الشاعر حسين الفايز -رحمه الله-.
بشراك يا متهيأ لرحيل
أعددت زادك للغد المجهول
لا يأمن الأيام إلا غافل
وذوو العقول بيقظة المسؤول
تتسارع الأحداث تنبئ أننا
في رحلة من دون ما تطويل
فلم التشبث في الحياة وما بها
والحال حائلة إلى ترحيل
ما مر يوم دون فقد أحبة
وكأننا في محنة وذهول
لا حصر للنائين عن أيامنا
كانوا لنا أنسا وبعث شمول
ذكري لأصحاب أنست بجنبهم
غابوا يجدد هاجسي بأفول
اليوم يرحل من يمثل قمةً
علما وأخلاقا وصدق مقول
اليوم يسكن في المقابر جامع
لفضائل في عزة وقبول
اليوم قال المنبئون أخوكم
من آل فائز مؤذن برحيل
آمنت بالله العظيم وما قضى
ما أسرع التفريق بعد وصول
كان المحب فلا تراه مكشرا
كان الصديق بلا مراء ختول
أنا لا أبالغ إن جزمت بأنه
خل الجميع ومؤنس المكلول
الكل ينشد قربه أنس به
ما كان يوماً مؤسفا لخليل
حتى الحوار لديه ينضح بالتقى
متذرعا بالهدي والتنزيل
ومتى أحسَّ بهفوة او زلة
أبدى اعتذارا مؤملا بقبول
هذي شهادة واثق من حكمه
لا أرتجي فيها جزاء جزيل
أما الختام فكن إلهي مكرماً
بمريد عفوك مُسعدا بنزول
يارب أنزله منازل من لهم
عند جنابك حظوة المقبولِ
- شعر/ عبدالعزيز القبيل