الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأحبة وأصحاب السير الحسنة والأخلاق له تأثير كبير على النفس، ونحن افتقدنا الصديق والزميل والجار الاستاذ عبدالعزيز بن عبدالمحسن العامر الذي توفي يوم الأحد 26-3-1438هـ وصلي عليه بعد صلاة العصر في مسجد الراجحي بالرياض، نعم الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة، لكننا ونحن نودع في هذه الحياة العزيز الغالي صاحب الصفات الحسنة.
إن الموت حق وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه خالدة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة وهكذا كان الاستاذ عبالعزيز العامر - طيب الله ثراه-.
فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا فقيدنا الراحل العزيز الغالي تحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، ولكن نكتفي ببعض منها لأفعاله وأعماله الخيرة النبيلة التي تذكر فتشكر فإن ذلك هو الدليل الدافع له لحبه للعمل الصالح والمكانة التي كان يتمتع بها طوال حياته -رحمه الله رحمة واسعة...
لقد شهد لهذا الإنسان البعيدون قبل القريبين بالمواقف الإنسانية النبيلة التي خلفها وراءه..
أقول: إننا فقدنا رجلاً عطوفًا شفوقًا، وفقدنا إنسانًا قلّ أن يجود الزمان بمثله.. إنني مهما قلت وكتبت فلن أوفيه حقه، إنه رمز للوفاء وحبيب مقرب من الجميع وعاشق لأعمال الطاعة. باختصار رجل متواضع.
عاش حياته في بيت صلاح وتقى وعبادة وكان إنسانًا شهمًا لطيفًا ابنًا وأخًا للكبير وأبًا للصغير.. صديقًا للجميع طيب المعشر كيّس فطن، صاحب حنكة وبصيرة ثاقبة بيته وقلبه وأذنه مفتوحة للجميع من حبه للناس وحب الناس له وحبه للتواصل مع الجميع.. محل ثقة وتقدير من الجميع ومن يعرفونه كان ينصح المحب ومحبة الناصح.
وهو الرجل الذي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقه ولا أظنها ستفي، فهي ليست إلا جهد المقل، إنه ذلك الذي عرف بين الناس دائمًا بكبير الهمة صريح صدوق لم تغيره الأيام والليالي ولم تنل من همته السنون بل هو في الواقع من زينها بعطائه، إنه الذي أجزم أن كل من عرفه - حتى ولو لبعض الوقت - يتفق معي أنه قد تملك فيه جانبًا من مودة خالصة وإعجابًا عميقًا، بالطبع كثير هم أولئك الرجال الذين نلتقيهم في مراحل حياتنا ونعايشهم ولكن قليل هم أولئك الذين يتركون في أنفسنا ذلك أثر الوفاء والحب العميق بحيث يبقى وجودهم فينا راسخًا نتعايش معهم في تجاربهم وحكمتهم ورؤيتهم...
نعزي فيه أنفسنا ومن فقده ممن أحبوه وأحبهم وجميع أسرة العامر وأخص بالعزاء أبناءه وبناته وأبناء أخيه إبراهيم وجميع أقارب الفقيد وجميع محبيه وأصدقائه وجيرانه وبالأخص الاستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم العامر والاستاذ عماد عبدالعزيز المجحد والاستاذ عبدالله العبداللطيف والاستاذ عبدالرحمن الغملاس والاستاذ حمد الحميد سائلين الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان يرحمه الله رحمة واسعة.
- د.فهد عبدالرحمن السويدان