فيصل خالد الخديدي
مع مطلع كل عام تكون هناك وقفات تأمُّل وتفاؤل مع الذات بين ما مضى من منجزات وما هو آتٍ.. بالتوثيق للعام المنصرم والتخطيط للعام القادم يكون الفنان التشكيلي أكثر منهجية في التعامل مع فنه وإدارته لذاته, فالعمل العشوائي وغير المبني على توثيق لما قدم وتخطيط لما هو قادم لا يحفظ تاريخه ولا يبني مستقبله، ولكي تبقى نوافذه مشرعة بالجمال ومنجزاته مشرقة بالضياء يبقى العمل بمنهجية واضحة وتخطيط جيد وحسن إدارة لذاته ومعرفة ماذا يريد وكيف يحقق ما يريد هو ما يصل به إلى ما يريد.
فإعداد سجل أو وثيقة يحتفظ فيها التشكيلي بمنجزاته ومشاركاته في كل عام وما قدمه في شتى مجالاته التطويرية لذاته والمشاريع الفردية والجماعية التي مر بها خلال العام يجعله على قدر كبير من معرفته بذاته ومدى تطورها وأكثر مقدرة على التخطيط لقادم أيامه مستشعراً احتياجاته ومقدراً لطاقاته.
ويعتبر التخطيط منهجاً بشرياً للعمل ينعكس أثره على قرارات الحاضر ونتائج المستقبل ويبدأ بتحديد الأهداف المراد تحقيقها في المدة الزمنية سواء كانت لعام قادم أو أقل من ذلك أو أكثر، وبعد ذلك تأتي سبل تحقيق هذه الأهداف وآلياتها فما يناسب فنان حتماً لا يناسب الآخر فلكل مواهبه وملكاته وقدراته واحتياجاته التي تختلف عن غيره فمتى ما عرف الفنان قدراته وصاغ أهدافه وعمل على طرق وآليات تحقيقها متى ما كان أكثر استفادة من وقته وأكثر قدرة على تحقيق ما هو مطلوب وفق ما هو متاح من خيارات أساسية وخيارات بديلة تبني في تجربته وتنمي مسيرته بحسن إدارة لذاته وللمواقف التي تواجهه في مسيرته بمكاسب فنية وعلمية وتنفيذية تضيف له وللساحة التشكيلية المحلية أكبر قدر من المكاسب وتضمن أقل حجم من الخسائر, فالتخطيط الجيد وفق رؤية واضحة وأهداف محددة وصاحبه تنفيذ صحيح فإنه يكفل للفنان زيادة الكفاءة ويعطيه قدرة أكبر في التحكم بالمواقف ويساعده على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح أو تعديل مساره وفق خطط بديلة تجعل منه أكثر ثمرة وإنتاجاً بذكاء في التعاطي مع المواقف والاستفادة من كل إمكاناته وتحقيق أهدافه وفق منهجية علمية وطرق مدروسة تضيف له وللساحة التشكيلية وتجعل نوافذه مشرعة بالجمال.