ميسون أبو بكر
لا يوجد عربي لا تمثل له فلسطين جزءاً من عروبته وهويته، وللحق فملوك هذا الوطن الأخضر المعطاء بدءاً من المؤسس- رحمه الله - وانتهاء بملك الحزم -حفظه الله- كانت فلسطين وما زالت تمثل لهم أهمية قصوى، يحملون ملف قضيتها في جميع المحافل الدولية، ويدافعون عن حقوقها قبل دفاعهم عن حقوقهم،
أن أنسى ما حييت القصة التي استمعت إليها في إحدى المناسبات التي كنت فيها زائرة للجزائر من الإخوان الفلسطينيين هناك عن الملك سلمان قبل سنوات عديدة حين زار الجزائر والتقى سفير فلسطين الذي قدم نفسه للأمير كالتالي: أبو العز سفير فلسطين في الجزائر، رد عليه الأمير سلمان آنذاك: سلمان بن عبدالعزيز سفير فلسطين في المملكة العربية السعودية.
أعاد لقاء القناة السعودية بمناسبة ذكرى البيعة بسفير فلسطين لدى المملكة الأستاذ بسام الآغا إلى الأذهان هذه الحكاية، الذي عبر في لقائه عن مشاعر الفلسطينيين تجاه المملكة الداعمة منذ الأزل لقضيتهم العادلة والعلاقات المتينة مع المملكة ودعمها للقضية الفلسطينية والتي يحاول البعض ذَر الغبار في الأعين وتشويه الصورة لكن يرد الله كيد الماكرين إلى نحورهم ويظهر الحق.
المملكة ذات المواقف الإنسانية الثابتة والمساندة للقضايا العادلة لم تتوان يوماً في مساندة الفلسطينيين داخل وخارج أراضيهم بل وتشهد لها المنظمات العالمية والأمم المتحدة بهذا الولاء والدعم المستمر للقضية الفلسطينية، حيث اعتبرتها القضية العربية الأولى التي غرّمتها عداء الصهيونية وكل من يقف ضد فلسطين وأهلها.
الملك سلمان الذي أكد في أكثر من موقع أن الأقصى هو شقيق الحرمين الشريفين اللذين تمنحهما المملكة العناية والاهتمام منذ عهد موحد البلاد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى أبنائه الملوك الذين توارثوا هذا الحب وهذا الانتماء لفلسطين وقضيتها العادلة.
وقوف المملكة بجانب فلسطين المستمر في كل محفل دولي كان كشوكة في حلق المريدين شراً بأمتنا المتطلعين لاحتلالها وتغيير هويتها، وما زال يرسخ في ذاكرتي موقف المملكة في اليونسكو بيت الثقافة والعلوم بباريس حيث حثت المملكة الدّول الأعضاء لقبول عضوية فلسطين الكاملة في منظمة اليونسكو وأكدت دعمها المستمر وتأييدها المطلق لقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في منظمة اليونسكو، لما لهذا من دور في تكريس الحقوق الفلسطينية المتعلقة باختصاصات المنظمة، وخصوصاً مجالات الحق في التعليم للجميع، وحماية التراث والآثار التاريخية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس وسواها من المدن الفلسطينية وتحملت المملكة ما ترتب على دعمها وقرارها هذا بعد انسحاب بعض الدول من دعم مشاريع اليونسكو بعد نجاح قرار انضمام فلسطين إليها.
المملكة التي كانت سماء لعدد من الاجتماعات والاتفاقات ما بين الفرقاء الفلسطينيين في محاولة لتجميع الصف الفلسطيني رغم استجابة البعض للعبث الإيراني في المنطقة ومحاولات إيران الدؤوبة للتفريق بين الفصائل الفلسطينية والعبث بالقضية العادلة، والعاقل يدرك ما وراء نواياها الخبيثة في المنطقة.
افتخر بمواقف المملكة الناصعة ومساعيها وكل ما قدمته دون ضجيج ودون مِنّة ولَم تتوان يوماً في أن تكون في مقدمة الدول المانحة كما توجتها الأمم المتحدة مؤخراً.
من أول البحر
سأُبقي سمعي مشرعاً لمواويل حب
كان يمكن أن يكون أسطورة القلب
وقصة امرأة مُلْكُها الصحراء
وقبائل امتهنت النقش على رمالها
برماد النار ..