فهد عبدالله العجلان
لم يكن انضمام سلطنة عمان الشقيقة إلى التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب مفاجئاً، فقد التأمت مع شقيقاتها الدول العربية والإسلامية ببيان أوضح وترجم الوعي العُماني المتصل بسياق الفهم المشترك للدول الإسلامية. الشقيقة سلطنة عمان بقيادة الحكيم قابوس، أكدت أنّ هذا الانضمام أيضاً جاء في سياق تفهُّم دور وقيادة المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المناطق التي يسودها العنف الإرهابي المسلح..
التحالف الذي أضاف لعقده بلداً هاماً واستراتيجياً لتكون عمان فيه الدولة الـ41 ضمن منظومته، نجح منذ تأسيسه بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبدور مباشر وبارز من سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في ترجمة الثقل السياسي السعودي، وتقديم رؤية واضحة وعميقة لحجم المخاطر والتحديات التي تواجهها الدول الإسلامية والعالم، جراء التراخي في مواجهة هذا الداء في الصفوف الأولى من المعركة، ما جعل هذا التحالف الذي تشكّل بوعي جديد يتجاوز الإطار العسكري التقليدي، إلى مواجهة شاملة تبدأ من الفكرة ولا تنتهي بالسلاح. والمتابع لأطروحات الكتّاب السياسيين وقادة الرأي العالمي، يدرك أنّ هذا التحالف قد أوصد أبواباً عدّة في وجوه المتربصين بالدور الرسمي الإسلامي في مواجهة الإرهاب.
حكمة القيادة العمانية، وإيمانها بأهمية المشاركة في هذا الملف الإسلامي الواسع، كانت محل تقدير كبير على الصعيدين الدولي بشكل عام والسعودي بوجه خاص، فالسعودية ترى في عمان الشريك الفاعل والعاقل في حرب الإرهاب الطويلة التي باتت تضرب في كل مكان، والسعادة الشعبية الخليجية بهذا الانضمام، جاءت لتترجم بالمقابل حجم التلاحم الخليجي الذي يقف صخرة منيعة في مواجهة كل محاولات الوقيعة بين عمان والرؤية الخليجية المشتركة في كل المجالات. والمستقبل بإذن الله سيكون أكثر فاعلية في هذه المواجهة. فتلك الدول التي ترعاه وتنمِّي حضوره لأهداف تريد الإضرار بالعالم الإسلامي بل والعالم أجمع تدرك كل يوم حجم خسارتها... فمرحباً بعمان قابوس الحكيم والتوفيق حليف الحلفاء بمواجهة الشرور.