ماجدة السويِّح
تجربة الأطفال المشرِّفة في تحقيق الصدارة في مسابقة الرياضيات الذهنية عالمياً، وتفوّقهم على طلاب دول متقدِّمة عالمياً في تحقيق السبق تعليمياً في مادة الرياضيات كأمثال سنغافورة والصين، يجب الاحتفاء بها وأن تفرد لها وزارة التعليم المساحة الكافية لدراستها، والاستفادة منها في تحسين مستوى التعليم في مادة الرياضيات بعد فشل السعودية في إحراز مراكز متقدِّمة في مادتي الرياضيات والعلوم وفقاً لتصنيف التعليم العالمي الجديد عام 2015، فقد احتلت دول الخليج العربي النصف السفلي من المؤشر، في حين حققت دول شرق آسيا (سنغافورة، الصين، كوريا الجنوبية، اليابان، وتايوان) الصدارة متفوِّقة على دول متقدِّمة اقتصادياً وتعليمياً في أوروبا وأمريكا.
بعد تحقيق نجوم الرياضيات الصدارة عالمياً والعودة لأرض الوطن نشطت بعض الشركات الخاصة ببرامج الرياضيات للإعلان عن برامجها والتسويق لها عبر هذا الإنجاز في تصرف غير أخلاقي، واستغلال لعاطفة بعض الآباء والأمهات المتعطشين للاستثمار في قدرات أطفالهم للتميّز في الرياضيات أو مختلف العلوم دون ما يثبت دور تلك البرامج في تأهيل نجومنا الصغار لتحقيق الصدارة على أقرانهم من الدول الأخرى.
الشركات والبرامج المساندة لتحسين مهارات وقدرات الطلاب والطالبات موجودة في كل العالم، كعامل مساند في تحسين وتطوير مخرجات التعليم، لكن بالمقابل نجد شفافية ووضوح في تقييم تلك الشركات بعيداً عن المبالغة والإعلان المدفوع.
الشفافية والتقييم بعيداً عن الإعلان ثقافة سائدة بأمريكا والمجتمع الغربي عموماً، لتقييم المنتج وتكوين تصور عام للخدمة أو المنتج دون مبالغة أو استغلال لحاجات الناس أو الأحداث، على سبيل المثال شركة (Kumon) بأمريكا التي أسسها أب ومعلم ياباني لتعليم الموهوبين عام 1954، بدافع شخصي لتطوير تعليم ابنه الرياضيات لاجتياز الاختبارات في المرحلة الثانوية والجامعية، عند البحث عن برامجها سنجد آلاف التقييمات من قبل أولياء الأمور على الإنترنت لنقل تجاربهم للباحثين عن تلك البرامج.
تجربة الكاتب بصحيفة الاقتصادية فهد العيلي في مقاله (الخوارزميون الصغار.. حتى لا نخدع) أصدق مثال على الشفافية والتقييم للمنتج بعيداً مبالغة الإعلان في استغلال عاطفة الآباء والأمهات وخداعهم، فقد رصد العيلي تجربته كمدير لشركة تعليمية في المنطقة الشرقية وتعامله مع شركة لتحسين الرياضيات الذهنية، والخداع والتلاعب الذي رصده بعد تعامله مع برنامج «الخوازمي الصغير»، لذا على وزارة التعليم التحرّي من تلك البرامج والدورات التي تسوّق في مدارسنا ولا يعلم أولياء الأمور عن حقيقتها لثقتهم بالإعلانات التي تروّج في المدارس، وقلة تفاعل أولياء الأمور في رصد تجاربهم وتقييمها عبر الإنترنت.
تجربة «أبطال الرياضيات» أحرى أن تُنشر وتُذاع لبيان حقيقة هذا الإنجاز بعيداً عن المبالغة وتسويق الشركات الخاصة، وتعمم أساليبها إن صدقت في تحسين مستوى الطالبات والطلاب في المدارس الحكومية والخاصة، كما على الوزارة دعوة نجوم الرياضيات، المعلمون، البرامج، والآباء المساهمون في تحقيق الفوز للخروج للمجتمع عبر وسائل الإعلام، والتحدث عن تجربتهم في تحقيق هذا الإنجاز، والاستفادة من الطرق التعليمية المبتكرة والمستخدمة لرفع مستوانا المتأخر عالمياً في مادتي الرياضيات والعلوم.