د.علي القرني
الملك سلمان بن عبدالعزيز شخصية وطنية بمواصفات عالمية، تربى في كنف والده في مدرسة الأجيال السعودية الأولى، وتآخى مع إخوته ملوك الدولة السعودية، وتعايش مع مواطني المملكة بمختلف أعمارهم ومستوياتهم ومناطقهم، وله الكثير من الصداقات الدولية التي تربطه بكبار زعماء العالم.. هذا باختصار هو سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله قائد الأمة وبطل الحزم ورجل المواقف.
تمر الذكرى الثانية على بلادنا ونحن نعيش عهد سلمان بن عبدالعزيز، الرجل الذي عرفناها أميراً وولياً للعهد وملكاً، ومن منا لا يعرف هذا الرجل، ومن منا لم يسمع عن خصاله الإنسانية وحكمته للوطن وحزمه في الحق.. الجميع يعرف سلمان بن عبدالعزيز رجل القيادة والمسؤولية، الرجل الذي بايعه الوطن وبايعته الأمة، وعانقه المجد وتعانق مع القوة والحزم.
سلمان بن عبدالعزيز عرفناه لحوالي نصف قرن وهو أمير لمنطقة الرياض، وهو الذي خطط لها وبناها ورسمها وعاشها يوما بيوم وعاما بعد عام، وتشهد له الرياض من أوساطها وجهاتها، من طرقها ومبانيها، من رجالها ونسائها يشهدون له أنه صاحب الرؤية المستقبلية التي حولت الرياض من مدينة متواضعة في الإمكانيات والشكل والمحتوى إلى مدينة عالمية بسكانها الحاليين الذين تجاوزوا ثمانية ملايين نسمة.
الرياض اليوم ليست كرياض الأمس، فاليوم تعبر هذه المدينة عن عالميتها في مختلف الأوجه والأنحاء، وتمتلك حياة كبيرة زاخرة بأنفاس الناس وعقول الحراك الواعي ورؤية المستقبل الكبير.
سلمان بن عبدالعزيز الآن هو معني بتطوير الدولة وليس العاصمة فقط، فهمه أن ينقل هذه البلاد إلى آفاق من التنمية الشاملة والتأسيس الاقتصادي في كافة الأنحاء والمجالات.. ورؤية الملك سلمان هي رؤية شاملة تعكس حضوره الشامل والتواجد المستمر في كل مناشط الدولة وحراكات الوطن. فيكفينا أنه يفكر في كل صغيرة وكبيرة من شأنها أن تبني الدولة وتوحد الوطن وتدفع عن حماه وتعزز مكانة المواطن.
المملكة العربية السعودية تقف اليوم أمام مفترقات طرق وأمام مواجهات من الأخطار الداخلية والخارجية، وكان سلمان بن عبدالعزيز هو رجل المرحلة ورجل كل المراحل، يبقى صامداً أمام الأخطار وأمام التحديات التي تواجهنا. فسلمان الدولة هو عينها وقلبها وعقلها يرسم لها أبعاد مستقبلها وخطط تطويرها ومجالات تفوقها، ومعه الأمير محمد بن نايف ومعه الأمير محمد بن سلمان يعضدانه في رؤيته السديدة ويعينانه في كل مجالات التطوير والتمكن لبلادنا، وهما يداه في السياسة والأمن والتنمية والاقتصاد.
الملك سلمان بن عبدالعزيز يعشق التاريخ، ويدرس عبره ويستشف منه أحداث المستقبل، وهكذا هي القيادات وزعامات التاريخ، تنطلق من التاريخ كقاعدة استرشادية للمستقبل، وعبر التاريخ كثيرة لا يدركها إلا الحكماء وأصحاب الرؤى الكبيرة، لأنهم يصنعون المستقبل من أحضان التاريخ.. فتحية لهذا الرجل ابن الجزيرة العربية الذي تربى على قيم الصحراء وعادات الأجداد وصفات البطولة، ثم تربع الآن في قمة هرم الدولة من أجل أن يحقق رسالة الوطن وقيم الأمة ومستقبل الأجيال.
هنيئاً لنا بسلمان بن عبدالعزيز قائداً لمسيرة الخير والبناء، ومؤسساً لأمجاد المستقبل، ونحن بأمان الله عز وجل ثم بأمان وحكمة مليكنا المفدى -حفظه الله- ومعه وليا عهده الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، خير من استعان بهما في تحقيق رؤيته إلى المستقبل ودفعه بالبلاد إلى تنافسية عالمية مع ثبات المبادئ والقيم والأمن والاستقرار بحول الله تعالى.