عثمان أبوبكر مالي
غادر الاستاذ أحمد عيد أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم وأعضاء مجلس إدارته مقاعدهم في مبنى الاتحاد لآخر مرة مطلع الأسبوع الحالي وبشكل نهائي، بعد انتهاء دورتهم الانتخابية، وقدوم رئيس منتخب واتحاد جديد سيستمر أربع سنوات قادمة بإذن الله تعالى.
أول ما ننتظر أن يهتم به الرئيس الجديد، الدكتور عادل عزت، وما يمكن أن يحرص عليه هو الاستفادة من (التجارب الفاشلة) التي مر بها الاتحاد السعودي السابق والأخطاء التي وقع فيها ليس خلال سنواته الأربع، وإنما خلال أيامه الأولى بل الساعات الأولى في العمل (الرسمي)، لأنها ستلقي بظلالها على الاتحاد وعمله طوال سنواته، وسيكون لها تأثير كبير على توجهاته وقراراته وتوافق واتفاق أعضائه من عدمها.
الساعات الأولى تبدأ بطبيعة الحال من الاجتماع الأول (الرسمي) لأعضاء الاتحاد، وهو اجتماع تاريخي، سيقدم لنا ملامح الاتحاد القادم وهل سيكون اتحادًا قويًا متماسكًا ومتوافقًا ومنسجمًا في أعضائه أو العكس تمامًا.
من وجهة نظري أول (التجارب الفاشلة) للاتحاد السابق، بدأت في اجتماعه الأول الذي عقد في الأول من يناير عام 2013م، وفيه نقل عن (تطاحن) الأعضاء وتصارعهم على (حقائب) اللجان ورئاستها، وتصادم رغبات البعض منهم مع آخرين، وتم الحسم بالتصويت فأحدث ذلك من أول يوم (انقسامًا) بين الأعضاء (وتكتلات) متباينة في الرؤية والتوجه، يصل الأمر فيها في بعض الاجتماعات والمواقف والقرارات إلى المجابهة والعناد، وهو ما أثر كثيرًا على بعض اللجان والوجود فيها، بل وعلى بعض الأعضاء وحضورهم وفعاليتهم واستمرارهم، وحدّ كثيرًا من الاستفادة من بعض الأسماء والخبرات، طوال سنوات الاتحاد، بل وأدت إلى خروج بعض الأسماء الفاعلة، أو استمرارها من غير حضور أو دور وخلق ذلك في نهاية الأمر (العامين الأخيرين) حالة من التصرف والتعامل من قبل الرئيس، بلجوئه في بعض الأمور إلى الحسم الفردي بأسلوب (الديكتاورية الناعمة).
تلك تجربة اومسألة لا بد وأن يستفيد منها الاتحاد الجديد في اجتماعه الأول الذي يعقد اليوم، وهو اجتماع تاريخي مهم.
إنها (نصيحة) أقدمها للأستاذ عادل أو هي دعوة له ولأعضاء مجلس إدارته، في أن يكون ذلك ديدنهم في كل الأمور والتوجهات والخطوات القادمة، النظر والتعلم والاستفادة من (التجارب الفاشلة) للاتحادات السابقة، إن فعلوا فسيكون ذلك سبيلهم في عدم الوقوع في الأخطاء وتكرارها.
كلام مشفر
« من فقه سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه؛ أن أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ الْخَيْرِ، وكان يسأله عن الشر، وسأل رضي الله عنه عن ذلك فقال: (َكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مخافةَ أن يُدركَني).
« التجارب الناجحة كثيرة لاتحاد أحمد عيد، ومهما حاول البعض منا إخفاءها اوالتقليل منها، لن ينجحوا، فالشمس لا تحجب بغربال، وحتمًا كانت نقاط قوة لاتحاد السابق، والاستمرار عليها وتنميتها أمرًا سهلاً ومتاحًا، الصعوبة في تجاوز وعدم تكرار التجارب الفاشلة.
« هناك تغيير مهم في (لائحة الانتخابات) فبعد التعديلات أصبح دخول المرشح للسباق يتم مع (قائمة رباعية) اختارها لشغل مناصب تنفيذية وعلى الرغم من أن النظام لا يسميها النظام، لكن المتوقع أن يكون (تكتل) الرئيس قد حددها وفرضها سلفًا، باختياره (القائمة) معتمدًا على المؤهلات والخبرات التي يملكها كل عضو و(تجاربه الناجحة) وخصوصًا أن القائمة يفترض أنها من نقاط القوة التي عمل وأقنع الناخبين بها.
« لم يوفق من أشار أو طلب من إدارة نادي الاتحاد نشر بيان الأحد المشهور، من حيث الصياغة والأسلوب والمعلومات المنشورة، والأسوأ من حيث التوقيت، وقبل مباراة الخليج المهمة
« ولا أعرف هل كان البيان من أجل (تبرأة) الإدارة السابقة، فإذا كان كذلك فهو لم يفعل لأنه ظهر أن الديون التي سددت (خمسة منها) كانت على الإدارة السابقة، وأكثر أصحابها وكيل أعمالهم هو شقيق الرئيس.
« وإذا كان المقصود هو (تبرأة) أعضاء اللجنة الثلاثية فهو أيضًا لم يفعل، لأن البيان أثبت أن القرض لم يستخدم في الغرض الذي أخذ من أجله؛ وهو تسديد الديون الخارجية التي بها قضايا أو سيصدر بها قضايا، فيما ذهبت مبالغ كبيرة من القرض لديون لم يصدر بها قرارات وليس فيها شكاوى لدي الفيفا أصلاً.
« والسؤال الأهم أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن القرض هو (قضية سوزا) وأثبت البيان أنها لم تقفل وحكمها النهائي صدر من (الكاس) فهل سيفرض على النادي قرض (ثالث)؟!