غالبـــــــاً مـــــا يقترن السلـــــوك بالتربية، فإن صلحت التربية صلح السلوك، وليس في ذلك شك، وكثيراً ما نجد بعض السلوكيات الخاطئة في مجتمعنا، واستمرت حتى أصبحت عادة، يظن مرتكبها أنه على حق، لأنه يكون قد نشأ عليها، إما جهلاً بالنظام، أو لم يجد بصراحة من يمنعه وينصحه، أو قد يكون إهمالاً منه غير آبه بالنتائج وما قد يقع من أضرار عديدة.
السلوك صفة مكتسبة تنشأ من الصغر، وتتكون إلى أن تصبح عادة، تأثراً بأحد الوالدين، أو بأحد الأقرباء أو بأحد الأصدقاء، أو لأسباب نفسية، أو بسبب البيئة المحيطة.
ولذلك تكمن أهمية التعليم والتثقيف في عملية تكوين السلوك بدءاً من المنزل والمدرسة، فهما الأساس لخلق جيل واعٍ ومثقف، قادر على تحمل المسؤولية، ومحافظ على النظام والممتلكات الخاصة والعامة، واحترام حقوق الآخرين. فالسلوك حقيقة لا يقل أهمية عن التعليم، وإنما يجب أن يكون متزامناً معها، ودائماً ما يكون السلوك مقترناً بالنتائج الإيجابية، وهو وسيلة لبناء المجتمع وتطوره، ودليل على تحضّره، كما يعتبر أيضاً الأساس الذي يقوم عليه النظام ويحافظ عليه.
ولأهمية هذا الموضوع، وما قد يسببه من أضرار عديدة على سبيل المثال الأمنية، والاجتماعية والاقتصادية، والثقافية، يجب علينا أولاً تحديد السلوكيات والممارسات الخاطئة، وما الأسباب التي أدت إلى تطورها، للبحث في كيفية علاجها وتقويمها. فعلى سبيل المثال، أثبتت الدراسات الأخيرة، أن تزايد عدد الحوادث المرورية كانت بسبب السلوكيات الخاطئة لقائدي المركبات، وذلك لارتكابهم مخالفات صريحة، وتهور واضح دون التقيد بالأنظمة المرورية وإعطاء الطريق حقه. بالإضافة إلى أن هناك بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة التي نشأت بسبب ضعف التعليم، وقلة الوعي، وجهلاً بالنظام، واحترام حقوق الآخرين مثل: الإسراف في النعمة، وتجاوز دور الآخرين في صفوف الانتظار، وإتلاف الممتلكات العامة، وذلك مما يسبب هدر المال الخاص والعام.
ولعلاج هذه السلوكيات الخاطئة، يجب على المؤسسات التعليمية التركيز على تقويم السلوك، وعدم التهاون في هذه المسألة، واعتباره أساساً من أساسيات التعليم. بالإضافة إلى أن دور الوالدين في المنزل، يجب ألا يقل أهمية عن دور المدرسة في هذه العملية التأسيسية والتقويم المستمر للسلوكيات الخاطئة.
كما أن النظام يجب أن يكون صارماً ورادعاً في تقويم السلوك، وألا يتهاون مطلقاً تجاه هذه الممارسات. فالمنزل والمؤسسة التعليمية والنظام الأمني هم الأضلاع الأساسية التي يبنى عليها السلوك.
- باحث في الشؤون الاجتماعية