د.دلال بنت مخلد الحربي
منذ سنوات خلت وأنا أشق بداياتي الأولى في طريق البحث العلمي كمتخصصة في التاريخ المحلي وتاريخ المرأة على وجه الخصوص، كان يطرق سمعي كثيراً اسم عبدالرحمن الرويشد، حتى إنني خلت أنه لم يؤلّف أو يكتب في التاريخ المحلي إلا هو، وأنه أفضل من كثير ممن كتب عن تاريخ المملكة من المؤرّخين العرب.
تواصلت معه فوجدت منه كل ترحيب وتوضيح، وكانت تلك حلقة البداية التي استمرت حلقات عديدة على مدار سنوات طوال، إذ كلما أردت توضيحاً أو فقدت معلومة لجأت إلى عبدالرحمن الرويشد الذي لم يبخل علي ولا في أي مرة بالرد، وفي الأوقات الذي كان فيها مشغولاً لأي أمر، أجده يعاود الاتصال .
كان يزوّدني بالمعلومات شفاهة وكتابة، كما كان يصحح بعض المعلومات عندما أطرحها عليه ويناقشني أحياناً في بعض آرائي، كما كنت ألمس منه في كل مرة تشجيعاً صادقاً بالاستمرار في السير على هذا المنوال، وذلك من منطلق شعوره بأهمية وجود الباحثين المتخصصين في تاريخ المملكة.
وتوثَّقت معرفتي بعبدالرحمن الرويشد من خلال إصداراته العديدة التي كان يزوّدني بها بين فينة وأخرى، ويحفظ له العديد فكرة عقد مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام عام 1419هـ، وهي المناسبة التي عقدت احتفاءً بمرور مائة عام على استعادة الرياض من قِبل الملك عبدالعزيز، وحظيت بأكبر عدد من الإصدارات العلمية في تاريخ الوطن.
لا يمكن لشخص مثل عبدالرحمن الرويشد أن يغيب من ذاكرة الوطن، وهو الذي حفظ جزءاً من تلك الذاكرة خاصة ما يتعلّق بالأسرة المالكة، وأنا على يقين تام من أن الجهات التي لها اهتمام مثل دارة الملك عبدالعزيز وكرسي الملك سلمان للدراسات التاريخية في جامعة الملك سعود سيعدان العدة لتنظيم ندوة علمية تخصص لهذا الرائد الذي خدم وقدَّم الكثير واستفاد منه عدد كبير من الباحثين والباحثات في تاريخ المملكة.
رحم الله عبدالرحمن الرويشد وأسكنه فسيح جناته.