فهد بن جليد
ما حدث بعد الإعلان عن سقوط مواطنين سعوديين ضمن ضحايا حادث إسطنبول في (ليلة رأس السنة)، أمر مؤسف ومُحزن عندما تجرَّد بعض المُغردين والمُعلقين عن إنسانيتهم، وتحولوا وكأنَّهم قُضاة على (باب جهنم) يوزعون قسائم (حسن الخاتمة) بين البشر؟!.
زمان ومكان الحادث الذي أُعلن عبر وسائل الإعلام، قد يكون هو من قاد هؤلاء إلى التسرع بالحكم في تعليقاتهم وتغريداتهم، عبر الهمز واللمز المقصود منه تشويه سمعة أشخاص أبرياء وقعوا ضحايا لعملية إرهابية إجرامية، حتى قبل إعلان أسمائهم أو التعرف على شخصياتهم، وقصص تواجدهم في هذا المكان والوقت؟ فلم يراعِ هؤلاء المُعلقون (حرمة الأموات)، ولا مشاعر ذويهم، في لحظة مؤسفة - غير أخلاقية - فبدلاً من التأسف والترحم على سقوط ضحايا لا ذنب لهم، سنَّ بعض المُعلقين أقلامهم للتعليق على الأخبار المُتلاحقة في المواقع الإلكترونية، أو التغريدات عبر تويتر، وهو ما جعل بعض (التعليقات المشبوهة) تظهر وتطلُ علينا بوجهها الكريه، لتستغل الموقف في محاولة لهزيمتنا النفسية من الداخل، وهز ثقتنا في أبنائنا وبناتنا، والنيل من وطنيتنا وتمسكنا بديننا وأخلاقنا، وتشويه صورة المواطن السعودي المُسافر للخارج.. إلخ؟!.
أنا هنا لستُ واعظاً، ولا مُدافعاً عن أحد، ولكنني أضع أخلاقيات بعض مُستخدمي (وسائل التواصل الاجتماعي) التي انحدرت في هذه الحادثة تحديداً على الطاولة للنقاش؟ لعلنا نستفيد من هذه التجربة، وكيف يجب أن نتقي الله أولاً فيما نكتب، ونحفظ أعراض الناس خصوصاً من غادروا هذه الدنيا، وسقطوا ضحايا أبرياء لعمل (إرهابي إجرامي) مثل هذا، دون أن تكون تعليقاتنا مبينة على أهواء أو أفكار مُسبقة أو تصور وصورة غير مُكتملة، خصوصاً وأنه أعلن لاحقاً بأن موقع الحادث يضم مطاعم مُطلة على البوسفور, وأن المُعتدي كان يُطلق النار بعشوائية حتى قبل دخوله للهدف الذي كان يقصده؟!.
في كل الأحوال يجب ألاّ نسمح للمُرجفين باستغلال (سقوط سعوديين) بين الضحايا، لتشويه صورتنا والنيل من سمعتنا، ولنترحم على الأموات وندعو لهم بالرحمة، ونسأل الله للمُصابين الشفاء العاجل....
وعلى دروب الخير نلتقي.