د. عبدالواحد الحميد
الحملة الوطنية لإغاثة الشعب السوري الشقيق في المحنة التي يمر بها، هي مبادرة نبيلة غير مستغربة من الشعب السعودي. ومساندة الأشقاء في سوريا هي واجب ديني وأخوي وإنساني، فقد قضت الحرب على مقومات الحياة في حدها الأدنى، في بلدٍ حباه الله بالخيرات قبل اشتعال هذه الحرب المدمرة.
ومعروف عن الشعب السعودي مساندته للشعوب العربية والإسلامية أثناء المحن التي مرت بها، وكذلك مساعدة الجاليات المسلمة التي عانت وتعاني من ظروف صعبة. فالمواطن السعودي لا يتردد في التبرع للأشقاء وتقديم الدعم المادي بمجرد أن يجد القناة النظامية المناسبة.
أما ما قدمته وتقدمه الحكومة السعودية من مساعدات مادية للشعوب والحكومات العربية والإسلامية، فهو دائماً ـ باعتراف المنظمات الدولية المتخصصة ـ الأكثر والأعلى بين ما تقدمه الدول المانحة الأخرى.
وقد نشرت الصحف ووسائل الإعلام مؤخراً تقارير وأخباراً عن تبرعات بعض البنوك السعودية لصالح الشعب السوري الشقيق، في إطار الحملة الوطنية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، وكنت أتمنى أن يأتي حجم هذه التبرعات على مستوى الحدث والتوقعات.
نحن ندرك أن الظروف الاقتصادية الحالية قد لا تكون مثالية، وأن ربحية البنوك لم تَعُد كما كانت في أوقاتٍ سابقة. لكن هذا لا يبرر ـ برأيي ـ ضعف تبرعاتها لصالح حملة وطنية هامة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الشعب السوري الشقيق.
وقد كان من اللافت أن تبرعات بعض البنوك كانت لا تتجاوز ما يمكن أن يتبرع به فرد واحد من الميسورين في هذا الوطن، الذي طالما وقف مع الأشقاء في البلدان العربية والإسلامية.
أتمنى أن لا يكون الوقت متأخراً الآن كيما تراجع البنوك حجم مشاركاتها في هذه الحملة النبيلة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، فهي قادرة على الإسهام بشكل أكبر وبما يليق بسمعة المملكة، وبحجم المأساة التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، وبما تملكه هذه البنوك من إمكانيات مالية كبيرة، بصرف النظر عن الظرف الاقتصادي المؤقت الذي تمر به بلادنا بشكل عام.
السوريون هم إخواننا، ومن حقهم علينا أن نقف معهم ونساندهم. ندعو الله أن يفرج كربتهم وأن يعيد الأمن والسلام والازدهار إلى سوريا الشقيقة.