عبد الاله بن سعود السعدون
كل الشعوب المبتلاة بغدر العصابات الإرهابية تتساءل من أين يأتي هذا السلاح والتمويل والإعداد والتنظيم لهذه المنظمات المرتزقة بالإرهاب ابتداءً من القاعدة حتى وليدها غير الشرعي داعش وما يسمى بالدولة الإسلامية، بل تعدت صفحات التاريخ لتتربع على مفهوم الخلافة الإسلامية غصباً وفحشاً.. الكل يعرف أن هذه الأسلحة المتنوعة أداة الإجرام لا تباع في الدكاكين والسوبر ماركت!! إذن من أين يأتي سلاحهم والأموال التي يبذرونها في جرائم لقتل الأبرياء من المسلمين والأديان الأخرى دون تفريق لقومية ومذهب؟.. ومن هيأ لهم كل هذه الآليات والتنسيق التنظيمي؟.. والجواب واحد أيادٍ تحريضية إقليمية ودولية تستخدم هذه العصابات المرتزقة لأغراضها القذرة وتوجهها ضد من تختارهم لنشر الفوضى والخوف في تلك المناطق المختارة تنفيذاً للخطط مرحلية تحدد أهدافها حسب مصالحها ولمقابلة أي تحرك حر بعيداً عن دائرة نفوذهم. فهذه المجموعات الإرهابية ما هي إلا سلاح قذر مثل الأسلحة المحرمة كالجراثيم والنابالم وإنفلونزا الخنازير.
تركيا -الدولة والشعب- التي أعلنت حربها على الإرهاب بكل أنواعه ومنابعه تتلقى اليوم أبشع أنواع الإجرام اللا إنساني باقتراف إرهابي مرتزق لجريمة بشعة لمسبباتها ودوافعها المنحصرة بروح الجريمة لأجل هدر دماء أبرياء ينعمون بالأمن والسلام بتشكيلات عائلية محتفلة بعام جديد تمنوا أن تكون ليلته خيراً وسلاماً وسعادة لهم ولكل أبناء البشر، ولم يعلموا أن يد الشيطان الإجرامية تغدر بهم بلحظات سريعة لتحول الأماني الوردية إلى بركة دماء فائرة تصرخ بحشرجة الموت لتلعن الإرهاب ومن سلحه وموله وغسل أدمغة أدواته من المنفذين لهذا الوباء القاتل.. واختلط دماء العربي والأوروبي والتركي والهندي لتشكل صورة نداءً قوياً مشتركة للعالم بأجمعه بهيئاته ومنظماته وكل قوى الخير والشر لدعوة صادقة برفع راية الأمن والسلام العالمي والتوحد لمحاربة الإرهاب الإجرامي الذي بلغ الحد الأحمر الدامي لإنهاء لعبة الأمم المسماة بالإرهاب لإقتناع شعوب العالم بأجمعها أنه سلاح إبادة جماعية ويجب محاربته وتحريمه.
التساؤل الدائم الذي يطلقه كل مهتم بالأمن والسلام العالمي عن بؤر الإرهاب إقليمياً ودولياً والكل يعرف الإجابة عن هذا التساؤل ولكن لا يستطيع نزع الأغلفة التي ألبست لهذة العصابات المرتزقة الإجرامية والذي أريد لها أن تكون محيرة للشعوب المستهدفة في منطقتنا الإقليمية وتركيا في مركز محيطها الجيوسياسي، فالحرب المستعرة في الموصل وحلب ومنها إلى الرقة تترجم وبشكل مباشر مسلسل هذه الأحداث الإجرامية.. ولنعيد للذاكرة نموذجاً من مسلسل لعبة الأمم وتمثيلية استيلاء داعش على محافظة نينوى ومراسم دخول خمسين عربة نصف نقل إلى أول قرية من ريف الموصل ومع خبر تحركها نحو المدينة المحروسة بأربع فرق عسكرية تعداد مرتباتها العسكرية أكثر من ستين الف جندي وضابط مع رتل كبير من المدرعات المجنزرة وسبعين من طائرات الهليوكوبتر يقود هذا الجيش المدجج بالأسلحة الحديثة ضباط بأعلى الرتب والنياشين التقديرية، كل هذا التحضير العسكري يخاف ويفزع ويهرب من خمسمائة مرتزق داعشي يتسلح بكلانشكوف ومسدس ولم يبق من الجيش النظامي ومعه قوات الشرطة الاتحادي إلا البدل العسكرية ملقاة على جوانب الطرق وأركام الأسلحة الثقيلة والخفيفة لتقدم هدية رخيصة لإرهاب داعش، ومع عار الجبن والهزيمة لقادة هذا الجيش المنهزم الهارب تضيع مسؤولية الخيانة العسكرية بين القائد الأعلى للقوات المسلحة وقواد الفرق الميامين بتوجيه النظام الإيراني بتسجيل هذه الخيانة الوطنية ضد مجهول.. أين الإرهاب؟.. داعش المرتزق أم الأنظمة التي توجه هذه العصابات نحو الانتقام السياسي؟!.. الرحمة لضحايا الاعتداء الوحشي في إسطنبول واللعنة على كل عصابات الإرهاب المجرمة.
إنها دعوة جادة وملحة لتضامن كل القوى الإقليمية والدولية لوقفة سياسية إعلامية لمحاربة الإرهاب وفضح من يسلحه ويموله ويحركه كأداة انتقامية لأغراض سياسية تهديدية ولابد أن ترسم نهاية لهذا المسلسل الإجرامي إقليمياً ودولياً لأن هذة اللعبة الإجرامية الخطرة تحولت لأيادي غير منضبطة ومضللة مجنونة تصعب السيطرة على حركتها والاتجاهات التي تستهدفها وقد تعود لمصدر إطلاقها وينقلب السحر على الساحر.