سمر المقرن
بحكم اهتماماتي الإعلامية والثقافية، ومتابعتي لما يدور في العالم العربي من حِراك. كانت دولة عُمان هي أكثر ما يلفت نظري، لا من ناحية الصحافة التي أتابعها دوماً على مواقع الإنترنت وما فيها من مواضيع متوازنة وثقافة راقية تضيف إلى جُعبة القارئ الكثير من المستجدات والمعلومات المختلفة. حتى على مستوى مواقع الإنترنت ومنذ أيام طفرة المنتديات، كنت أزور بشكل يومي المنتديات العمانية، ورغم أنني لا أشارك بها إلا أن متابعتي لها كانت بإعجاب، حيث تخلو من التشنّج والصوت العالي وتتميز بالنقاش الهادئ والحوار العقلاني. كل هذا يعطي انطباعاً عن الإنسان العماني وخلفيته الثقافية ونهج حياته. وإذا ما نظرنا بشمولية أوسع فإن هذا هو السياق السياسي الذي عرفناه عن دولة عُمان.
كان الحدث السياسي الأبرز في أواخر عام 2015م، هو قيام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، بقيادة المملكة العربية السعودية، ويضم 41 دولة إسلامية، كثر الحديث حول عدم انضمام دولة عُمان لهذا التحالف وتنوَّعت التنبؤات ما بين السلبية والإيجابية، لكن وبعد مرور عام واحد فقط من قيام هذا التحالف دخلت دولة عُمان بثقلها السياسي لتكون إضافة مهمة لهذا التحالف، وهي بذلك ترد على كل الحاسدين والشامتين بأن دولة عُمان خارجة عن الحضن الخليجي، وهذا الكلام عارٍ من الصحة، إلا أنني كما ذكرت في أعلى هذا المقال فإن شخصية الإنسان العماني تتسم بالهدوء ما يعني أن عدم انضمامها منذ قيام التحالف لا يعني رفضها له، إنما هي كانت بحاجة إلى مساحة من التفكير والتخطيط والترتيب، ولا يمكن في هذا الوارد أن نغفل عن دور شاب هذه المرحلة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب القرارات التي قلبت موازين المنطقة، وقدرته على إقناع الجانب العماني في عدم إطالة الوقت لتكون ضمن هذا التحالف.
المنطقة العربية في حالة توتر وقلق شديد، والأوضاع السياسية والأحداث الإرهابية التي نراها من حولنا وفي أقرب الدول لنا تُحتم أن يكون لدينا مثل هذا التحالف الذي يمنح المنطقة الإسلامية والعربية والخليجية القوة في ثني يد الإرهاب الذي عاث بالمنطقة. لذا من حقنا أن نفرح بانضمام جارتنا الحبيبة عُمان.. فأهلاً عُمان.