أمل بنت فهد
حين تتحدث عن العلاقات الأعمق بين الدول.. فإن دول الخليج مصنعها.. روابط تتعدى الدين واللغة والنسب والدم.. لا وصف يصفها.. لأنها أكثر من الأخوة.. وأعظم من الصداقة.. وأقرب من المجاورة.. شعبوية سياسية.. لذا فإن المواطن الخليجي حين يكون على أي أرض خليجية.. فهو في وطنه.. يفديه بالروح إن حانت ساعة الصفر أو ظن به العدو الظنون.. فإن الخليج كله خط أحمر.. وأي تمادٍ أو تعدٍ على طرف منه.. تهور وقلة تقدير أمام شعوب تؤمن بأنها شعب واحد.
علاقة عميقة.. وضمان الحريات.. وجهود متحدة.. فقط حين تقول: عن دول الخليج وعن معنى الوفاء.. ومعني أن يكون مجموع الستة يساوي واحداً.. هكذا هي معادلة الخليج.. لمن لا يفهمها.. أو يغار منها.
واليوم تُضخ الحكمة في قلب التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بعد أن انضمت إليه سلطنة الخير.. سلطنة عمان.. وليس بجديد على السلطنة مواقفها تجاه أي خطر يواجه الخليج والعالم والإنسان.. فإن الحكمة عُمانية.. وفي مقولة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد في عام 1997م ما يؤكد أن عُمان كأخواتها حين يكون الأمن والعدل محور.. حيث قال جلالته: «إن ما تقوم به دول مجلس التعاون من جهد دائب متواصل وسعي دائم متكامل من أجل إبعاد منطقتنا عن التوترات والصراعات التي تشهدها الساحة الدولية وتجنيبها ما يترتب على ذلك من آثار ضارة تمتد إلى كثير من المجالات لهو أمر يستحق الثناء والتقدير.
ولقد أثبت الواقع أن انتهاج سياسة معتدلة في مضمار العلاقات الدولية والتعامل مع الآخرين، بمصداقية تامة إنما هو سلوك سليم ونهج حكيم يؤتي ثماراً طيِّبة تتجلَّى في ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار وتثبيت دعائم الإخاء والازدهار.
كما أثبت أن التعاون الشامل بين دول المنطقة في شتى المجالات الدفاعية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبما يتناسب مع ظروف كل دولة ليس مجرد رغبة تخفق بها القلوب وإنما هو ضرورة لازمة لا غنى عنها وواجب حتمي لا محيص عنه، إذ بدونه لا يمكن تحقيق الأهداف المنشودة التي نسعى إليها والتي ينبغي أن نعمل بكل جد ومثابرة للتغلب على ما قد يصادفها من عقبات تحول دون بلوغها أو تؤخّر الوصول إليها».
ويحق لنا أن نفخر بعمان ونسعد بانضمام بواسلها للتحالف المبارك.. وزيادة الخير حكمة.