فوزية الجار الله
لم يكن الهجوم الإرهابي المسلح ليلة رأس السنة هو الأول لكننا نتمنى بدعوات صادقة إلى الله أن يكون هو الأخير، فلم يعد هذا العالم يحتمل المزيد من الفوضى والأعمال الإرهابية العمياء التي يذهب ضحيتها الأبرياء غالباً كما هو الحال في كافة الحروب التقليدية الأخرى..! هل ثمة حرب تقليدية وحرب أخرى متحضرة متجددة، ربما فالحرب أنواع تبعاً لأسبابها وأهدافها إلا أنها تلتقي في نقطة واحدة هي سيادة الشر والفوضى وغياب الأخلاق -أحياناً- وحالة الهدوء والسلام..
أعود إلى هجوم تركيا وهي كما يعلم العقلاء المنصفون دولة مسلمة جميلة ذات طبيعة خلابة، وفي السنوات القلائل الأخيرة سادها الكثير من الاستقرار والسلام بقيادة أردوغان الذي وجه اهتماماً كبيراً مكثفاً نحو تنميتها اقتصادياً، ومن زار تركيا خلال سبع سنوات الأخيرة سوف يلاحظ تطوراً عمرانياً واقتصادياً واضحاً للعيان، لكن يبدو أن ذلك لا يعجب أصحاب الأفكار الشيطانية الأخرى، الذين لا قيم ولامبادئ إنسانية لديهم، مذهبهم الأكثر شيوعاً هو أن الغاية تبرر الوسيلة فلا بأس بقتل الأبرياء وإشاعة الفوضى لأجل تحقيق أهدافهم المستحيلة، رد الله كيدهم في نحورهم..
كالعادة بعد صدور خبر الهجوم الإرهابي بدأت التحليلات والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مثقف صادق مخلص متأنٍ في أحكامه وما بين آخرين يهرفون بما لا يعرفون ويرددون كالببغاوات بعض ما يشاع دون تأكد من مصدره أو مصداقيته.. البعض أخذته العجلة والتسرع وأخذ يتحدث بما يشبه الشماتة بمصير من قتلوا أو أصيبوا، وقد بلغتنا معلومات مؤكدة من مصادر أخرى تؤكد بأن الموقع لم يكن ملهى كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام وإنما هو مطعم شهير يدعى «رينا» يطل على البسفور.. ومهما يكن الموقع إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة واحدة هو أن العمل كان عملاً إرهابياً غادراً ترفضه كافة الأديان والشرائع السماوية. اللهم ارحم المتوفين واغفر لهم واربط على قلوب ذويهم.