يوسف المحيميد
تشرّفت بدعوة من عرَّاب المسرح الشبابي الزميل المسرحي فهد الحوشاني، لحضور عروض مهرجان الفرق المسرحية الرابع، وسعدت بلقاء كوكبة من المسرحيين الذين كلما هرب المسرح من نوافذ يومهم، فتحوا له نوافذ قلوبهم، وكلما تسلَّلت خيوط مسرحياتهم من بين أصابعهم، لملموها من خيوط أوقاتهم، وفتحوا لعوالمها الفاتنة أبواب السماء الثامنة، فكلما زرت صالة مسرح، ووجدت هؤلاء الذين يسيرون على قدمين من حلم وأمل، شعرت بسعادة واطمئنان على هذا الفن الراقي، الفن الذي تقوم عليه الأمم المتحضرة.
هذا التجمع الشبابي الكبير من مختلف محافظات المملكة، هو ما يجب أن تتنافس عليه جميع الجهات ذات العلاقة، فهو ليس مسرحاً فحسب، وإنما مجموعات فرق شبابية ينحتون مسرحهم من الصخر، فلا معاهد تمثيل مسرحية ترعاهم، ولا معاهد موسيقية تنجب موسيقيين لمسرحياتهم، فكل ما يوجد في هذه البلاد هو شغف وعشق كبير، يجعل هؤلاء الكبار ينجبون أبناءً للمسرح، وبنات للأفكار، رغم قلة الإمكانات، والدعم المالي، والاهتمام الإعلامي، بتجاهل الصحافة المحلية، والقنوات الثقافية، والإذاعات المختلفة، لمثل هذا المهرجان الجميل!
إن هذا المهرجان الذي يتولى سنوياً حشد عشرات الممثلين والمخرجين والفنيين من شباب هذا الوطن، ويدعو غيرهم من الممثلين والمتابعين من أصحاب التجارب والخبرات، ويوجد البيئة المناسبة للقاء هؤلاء الشباب، وحوارهم، سواء في صالة المسرح أو في المقهى الثقافي قبل العرض، يستحق أن يُمنح مزيداً من الاهتمام والعناية، من قبل الجهات الرسمية، خاصة الجهات ذات العلاقة، كوزارة الثقافة والإعلام، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والهيئة العامة للثقافة وغيرها، فضلاً عن الدور الإيجابي الذي تبذله الهيئة العامة للرياضة، ممثلة في وكالة شؤون الشباب، التي تدعم هذا المهرجان. المسرحي الشبابي.
ولعل المآخذ على هذا المهرجان الشبابي تمثَّلت في ضعف التسويق الإعلامي له، سواء من قِبل الصحافة أو القنوات الفضائية، وكذلك عدم تحديد موعد ثابت لإقامة هذا المهرجان سنوياً، وقد يعود السبب في ذلك إلى تأخر اعتماده من قبل الجهة الداعمة، مما يُفقد المتابع فرصة التخطيط السنوي لحضوره، بالإضافة إلى عدم بث المسرحيات التي تم عرضها في قناة يوتيوب خاصة بالمهرجان، تقوم بعرض المسرحيات لمن لم يتمكن من حضور العروض المسرحية، سواء من قِبل النساء أو ممن هو خارج الرياض.
هذا المهرجان الذي يختتم عروضه الليلة، يحتاج منا كإعلاميين ومثقفين أن نمنحه فرصة المتابعة، والدعم، والكتابة عن عروضه، فيكفي هؤلاء الذين قدموا من مختلف محافظات البلاد شرف المحاولة والجهد، رغم بساطة الإمكانات وتواضعها.