د. صالح بكر الطيار
تابعت تداعيات الميزانية التي كشفت أبعادا مختلفة لرؤية العاقلين وذوي النظرات المحدودة حول ما حملته وأوجه رسالتي عبر هذا المنبر أنه يجب أن يعي الجميع أن ظهور الميزانية بهذه الشفافية والتفاصيل تعكس حرص الدولة واهتمامها بالمواطنين بمختلف شرائحهم ومستقبلهم. وفي ظل ذلك فإن وطننا وما ننعم به من أمن وأمان ونمو اقتصادي وآمال مستقبلية يظل محاطا بنظرات الحسد وغل الحقد الذي أعمى بصائر دعاة الفتنة وبعض المحللين الدخلاء على الاقتصاد والذين أنساق بعضهم إلى تمرير الأحباط نحو بعض من يصدق ترهاتهم وافتراءاتهم التي لا تستند على واقع أو منطق أو حتى قراءة حصيفة للمستقبل.
في مثل هذه الظروف يجب أن يكون المجتمع واعيا مستوعبا لما يحيط به فهنالك من يستغل الأحداث أو التغيرات أو التطورات كي يثير الفتنة ويمرر الأخطاء وينثر السوء والتخوف غير المبرر لتوظيف أجنداته.
وليعلم الجميع أنه يجب أن هذا هو الوقت المفترض والواجب لنشر ثقافة اللحمة الوطنية وتوظيف التلاحم الاجتماعي كي تكون ردا على من يحاول أن يخوف المواطنين وأن يمرر حيله وإسقاطاته وأجنداته لنشر الوهم وإحباطهم نحو واقعهم ومستقبلهم.
وعلى الرغم من الظروف والالتزامات والفتن التي واجهتها قيادتنا بحزم وعزم وأسست وخططت لوقاية الوطن وتعزيز الأمن الوطني والاقتصادي والاجتماعي إلا أن الميزانية كانت تصب في مصلحة المواطن وفيما لو تأملنا الظروف والمعطيات والمؤشرات إلا أنها تحمل في تفاصيلها إذا أخضعناها لتحليل موضوعي بعيدا عن تخويفات وتسويفات «المضللين من دعاة الفتن والاقتصاديين غير المهنيين « تباشير مميزة وأحلام مستقبل طموح. فعلى كل مواطن أن يساهم بجزء من رفاهيته لتعزيز الأمن الاقتصادي والتنموي للوطن وعدم الالتفات إلى التأويلات المحبطة للمواطن.
وأمام تحديات مثل التي يواجهها الوطن في الاقتصاد وغيرها على المواطن أن يتحمل التزاماته المرتبطة بالولاء والفداء للوطن ورد جزء من أفضاله. إن مثل هذه النظرات المحدودة والتي اشتملت على التهويل من الواقع والمستبقبل وبلورة أرقام الميزانية في غير مكانها الحقيقي لهي دليل على وجود مغرضين لوطننا علينا أن نحذر منهم وأن نعي بأهمية المرحلة وضروريات التعاطي مع ميزانية الدولة وفق ما تقتضية منا مبادئنا ووطنيتنا وأن نشيع الأمن الاقتصادي بكل صوره لنعكس التلاحم في مواجهة الظروف وفي توحيد رؤيتنا لاستقبال الميزانية وأن نكون عونا لقيادتنا ووطننا حتى نعكس روح المواطن الحقيقية في بلادنا التي تمثل انموذجا للآخرين وليمثل الاقتصاديين قدوة لعموم الشعب وأن يحرصوا على بث روح الاطمئنان بدلا من السير وراء الحاقدين الذين يحاولون تظليل المواطنين بأمور غير واقعية تخوفهم وهم بأمس الحاجة إلى أن يكونوا واعين بما يحدث وأن مثل هذه الدعوات والتحليلات ما هي إلا أباطيل يودون من خلاها التأثير على المواطنين وتخويفهم والإساءة إلى النسيج الاجتماعي المتحد الذي يعكس واقع وطننا.
نحن في أمس الحاجة إلى الوحدة والاتحاد الشعبي والاجتماعي لمواجهة أي تغيرات أو مؤثرات والتعامل معها بمفهوم المواطنة الصادقة والتلاحم الوطني بكل صورة ومجالاته.