تحل على بلادنا العزيزة الذكرى الثانية على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مقاليد الحكم وهي ترفل في ثياب العزة والفخر مترابطة في نسيجها الاجتماعي في ظل قيادة حكيمة تضع مصلحة المواطن في أولويات اهتمامها في المجالات والأصعدة كافة ولذلك فهي تسعى إلى تحقيق التنمية والرفاه والأمن للمواطن والمقيم، ونستحضر في هذه الأيام ما تم إنجازه في فترة عامين كانت مليئة بالتحديات التي رسمت خارطة طريق لتنمية مستدامة وضعت المملكة في مقدمة الركب الدولي.
يأتي هذا اليوم والمملكة تستعد لرؤى وتطلعات مستقبليه من خلال رؤية المملكة 2030م التي رسمت ملامح الإصلاح الاقتصادي والتنمية التي أعلنها مطلع العام الماضي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وبرنامج التحول الوطني للعام 2020م المنبثق من الرؤية على مستوى 24 جهة حكومية قائمة، وحددت الجهات المشاركة في البرنامج أهدافاً استراتيجية لتحقيق أهداف «رؤية المملكة 2030»، وخطط التحول الاقتصادي حتى عام 2020 بناء على مستهدفات محددة، ويعتبر هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- امتدادا للعهود الزاهرة التي عاشتها المملكة منذ تأسيسها على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، مرورا بأبنائه الكرام سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- جميعاً الذين كانت لهم بصمات واضحة في التنمية والتطوير والنهضة الحضارية التي عاشتها وتعيشها المملكة في عصرها الحديث.
وبفضل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين جاءت زيارته الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي أكبر دليل على قوة الترابط والتلاحم بين أبناء الخليج العربي، بما لا يدع مجالا للشك بأن أبناء الخليج إخوة مترابطون يجمعهم التعاون والاتحاد فيما بينهم في الوحدة والاقتصاد والالتحام الوطني والاجتماعي لتستمر أواصر الأخوة والمحبة أبد الأبدين موجها -يحفظه الله- رسالة إلى كل من يتربص بوحدة وأمن الخليج بأننا يد واحدة ضد كل معتدٍ.
جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة للمنطقة الشرقية التي دشن فيها جملة من المشروعات التنموية والاقتصادية، لتؤكد متانة الاقتصاد السعودي وأن للمملكة موقفا ثابتا لا تهزه التقلبات الاقتصادية بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة، إضافة إلى ذلك فإن الجامعة كان لها نصيب من خلال هذه الزيارة التي دشن -يرعاه الله- المرحلة الثانية من المدينة الجامعية وإطلاق اسم جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل على الجامعة بعد أن كانت تسمى بجامعة الدمام، فشكراً يا خادم الحرمين.
إن المتابع للوضع الاقتصادي الراهن في العالم أجمع يدرك ما تعانيه دول العالم من صعوبات اقتصادية إلا أن المملكة وبفضل الله في إعلان ميزانية الخير -مؤخرا- جاءت متوازنة ومحققة لطموح المواطنين ومؤكدة على ما توليه الدولة -أعزها الله- للاستثمار بالإنسان السعودي، حيث خصص لقطاع التعليم أكثر من 20 بالمائة من الإنفاق الحكومي.
لقد كان للمملكة إسهامات واضحة وجلية في الساحة الدولية من خلال الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز بين بني البشر في العرق أو اللون أو العنصر، والعمل الدؤوب لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة انطلاقاً من التزامها التام بالشريعة الغراء، ودورها البارز في دعم المنظمات الدولية التي تدعو إلى التقارب والتواصل بين شعوب الأرض، وكذلك المنظمات التي تعنى بالجانب الإنساني والإغاثة على وجه الخصوص.
وبهذه المناسبة، تتقدم إدارة الجامعة ومنسوبوها كافة بتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وولي عهده الأمين وولي ولي العهد -يحفظهم الله-، داعين العلي القدير أن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.
د. عبد الله بن محمد الربيش - مدير جامعة الامام عبد الرحمن الفيصل