تستحضر المملكة العربية السعودية في هذا اليوم المبارك ذكرى البيعة الثانية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله، تلك البيعة التي تُعدّ من أجلّ القضايا وأعظمها، حيث تحمل بين حناياها الكثير من معالم الارتباط الوثيق بين القيادة الأمينة والشعب المخلص، وتعمِّق مبادئ الانتماء والولاء لهذه البلاد المباركة ولحكومتها الرشيدة، وبذا أضحت البيعة وما تشتمل عليه من قيم ومبادئ؛ ميزة نفاخر بها، وعملاً مباركاً نطبقه ونجدد الالتزام به كل عام، ولا نجده إلا حقاً يجب علينا بذله لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي أعطى من نفسه ووقته وجهده الكثير، ليعتلي بمكانة المملكة إلى المزيد من مراتب الرقي، وليراها مزهوة بمنجزاتها ومكتسباتها، لا سيما في الجوانب العلمية والتنموية والأمنية، بالإضافة إلى ترسيخ مكانتها إقليميا ودولياً.
ولقد كان لشخصيته المحبوبة حفظه الله والقريبة من نفوس المواطنين والمواطنات تأثير بالغ في النجاحات المتحققة للمملكة عموماً، وخلال عاميّ حكمه على وجه الخصوص، حيث طُرِحَتْ الرؤى الطموحة، واتُّخِذَت العديد من الخطوات والإجراءات الضرورية والفاعلة على أرض الواقع، وكان من نتائج ذلك تأكيد الهوية الوطنية، ومزيد من التقدم التنموي، والتطور الحضاري، مع ما صاحب ذلك من وقوف مع القضايا الإنسانية العادلة على الصعيدين العربي والدولي.
إن ذكرى البيعة الثانية تعنون لماضٍ عريق أُسِّسَ بإرادة وقّادة، وبصيرة نافذة. كما تعنون لحاضر مشرف حافل بالإصلاحات البناءة، والتدابير المعرفية الزاخرة بألوان المعرفة والمدنية والإنسانية، الأمر الذي مكّن قيادتنا الرشيدة وفقها الله للتعامل مع المعطيات الواقعية والأحداث الراهنة بحصافة وروِيَّة، الأمر الذي أدى إلى تجاوز العثرات والمتغيرات السلبية، بل تحويلها إلى عناصر إيجابية مسهمة في الحراك الوطني ومسيرة النهضة.
وإنه ليطيب لي بهذه المناسبة العاطرة أن أجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وأن أرفع أسمى آيات التهنئات لمقامه الكريم ولسمو ولي العهد الأمين، وسمو ولي ولي العهد، سائلاً الله تعالى لحكومتنا الرشيدة كل التوفيق والسداد، ولمملكتنا الغالية العزة والشموخ والاستقرار، والله الموفق.
د. عبدالرحمن بن محمد العاصمي - مدير جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز