عامان من النشاط غير العادي مضيا من عهد الحزم والعزم.. هذا النشاط الذي أصبح نهجًا ملموسًا في الحراك السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي في المملكة.. هذا النهج من النشاط هو عادي بمفهوم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - الذي كان النشاط صفة لازمته - يحفظه الله - منذ أن التحق بالعمل العام، الذي انعكس على كل قطاع تسلّم قيادته بمثل ما ينعكس الآن على الدولة بمجملها. فبالسياسة الخارجية لم يتبقَّ زعيم دولة في العالم لم يستقبله - حفظه الله - ويجتمع به اجتماعات مطوّلة ومثمرة، حلت فيها العديد من القضايا، وأقفلت العديد من الملفات، وأسس من خلالها علاقات وتحالفات تكتيكية واستراتيجية. وفي مجال الأمن وبتكليف للمجلس الأمني والسياسي الذي أنشأه - حفظه الله - أُغلقت العديد من القضايا، ونُفِّذ العديد من الأحكام، واتُّخذ العديد من القرارات، وعُدّل الكثير من الأنظمة بما يحفظ للدولة هيبتها، وللمواطن أمنه. وقد لوحظ - ولله الحمد - الحد من النشاط الإرهابي، والانخفاض في الظواهر الأمنية المخلة.
وفي المجال الاقتصادي، وبتكليف للمجلس الاقتصادي، اتُّخذت الإجراءات البناءة والحاسمة والشجاعة لتعديل المسار الاقتصادي.. فعلى المدى القصير تم اتخاذ إجراءات عاجلة وقصيرة المدى، تهدف إلى تجنيب البلاد تأثيرات الظروف الاقتصادية والعالمية الراهنة، بما فيها انخفاض أسعار النفط، التي آتت ثمارها - ولله الحمد - كما ظهر في ميزانيته هذا العام من أرقام مبشرة، وتحسُّن كبير بتخفيض العجز وزيادة الإيرادات؛ ما أتى مخالفًا للتوقعات المتشائمة لمعظم البيوت الاقتصادية العالمية، وأدى أيضًا إلى إبهار المتابعين للشأن الاقتصادي السعودي..
وعلى المدى الطويل تم تعديل السياسة الاقتصادية للدولة ضمن استراتيجية طويلة المدى، تحافظ على المكتسبات، وتضمن - بمشيئة الله وتوفيقه وعونه - مستقبل الأجيال القادمة بالأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية العالمية وتطوراتها، والانفجار السكاني الكبير في المملكة، الذي تجاوز المعدلات المعروفة كافة؛ لذلك وبالرغم مما يحيط بنا من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية إلا أن ثقة المواطن بالقيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين، ومعرفة مدى عمق وحجم العمل الذي تم في هذين العامين، تعطيان عامل أمن واطمئنان لكل من ينتمي لهذه البلاد المباركة بتجاوز الصعاب، وتحقيق الأهداف المأمولة لعزة ورفعة هذه البلاد - حفظها الله -.
ونسأله تعالى أن يمد بعمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل - محافظ المجمعة