عبده الأسمري
لدي نداء عاجل إلى بعض الوزراء يبلور استجداء محتاجين وقفت عليه اختصر فيه معاناة أنا على يقين أنها موجودة بين المعاملات ومخفية وسط الأوراق ومختبئة داخل الأدراج لا أعلم هل عطلها «كاهن» بيرقراطية من موظفي المكاتب أم «سادن» تعطيل من السكرتارية أم أنها تخضع لرأي لجنة «شهيرة بالتسويف» أم انها تتنظر توقيعا حائرا بين الميزانية والجرأة.أولاً وزير الخدمة المدنية: 150 كفيفة يعانين الألم ومرارة الانتظار جاهدن وواجهن الصعوبات والكربات في سبيل التعليم الذي لم يكن متاحا بل كان ضربا من شبه المستحيل حتى نالن البكالوريوس وبعضهن نالن عليه باقتدار وبتميز وينتظرن تعيينهن لمساندة وتعليم المئات من المصابات بالعوق البصري في معاهد النور والتعليم العام وهاهن منذ أشهر يرابطن على بوابات مكاتب المحاماة وأمام كتاب المعاريض لنيل حق من حقوقهن، فهل الوزارة عاجزة عن تعيينهن أو عن حل معاناتهن أم نجعلهن يبتلعن الحرقة في قلوبهن ويكابدن الأحزان، وبدلا من إراحتهن وتكريمهن ومساندتهن تظل هذه الفئة عاطلات وهن يعانين النكران والخذلان. فهن ذوات احتياجات خاصة وتجارب القليل منهن العاملات تجارب ملهمة ومميزة جدا ولديهن من القدرات الخفية ما تتجاوز الأخريات.
معالي الوزير : هذه فئة غالية على الوطن وهن يلاحقن معاملاتهن بتعب ويستعنَّ بالمرافقات ويدفعن المال ويدفقن الألم لملاحقة تعيينهن وهن الأولى بذلك والقرارات العليا في هذا الشأن واضحة وجلية وتعطي هذه الفئة الأولوية والاستباق في الاهتمام.
ثانياً وزير الصحة: تمتلىء إدراج الصحة بمعاملات طلبات التنويم وحالات مستعصية ومرضى السرطان تزدحم بهم ممرات المستشفيات وخطابات طلب العلاج بالخارج أو في مراكز خارجية وداخلية تملؤ مكاتب الهيئات الطبية والنتائج بين التسويف والتأجيل. لماذا لا تضع الوزارة خطة عاجلة لإنشاء مراكز حكومية لمرضى السرطان تختص بعلاجهم خصوصا وأن المرض انتشر وأعداد المصابين به في ازدياد وأيضا مراكز علاج طبيعي وأخرى لعلاج التوحد والأمراض النادرة أم تظل الميزانيات مجندة لمستشفيات جديدة تعالج الأمراض العامة التي يوجد لها بديل في وقت يجب أن يكون تخصيص مواقع علاجية متميزة للأمراض الخطرة والمستعصية والنادرة من أولى اهتمامات الوزارة الأهم.
الصحة يا معالي الوزير تحتاج إلى إعادة نظر عاجلة في العديد من الملفات وأهمها الكراسي الشاغرة للمرضى وضروريات التحويل وطلبات العلاج المتكدسة في الخارج وايجاد مستشفيات متخصصة بعيدا عن المستشفيات التي تعالج الأمراض العامة التي قد تعالجها أقدم المستشفيات العامة.
ثالثاً وزير العمل والتنمية الاجتماعية: تمتلك الجمعيات الخيرية مواقع مميزة ولا تزال مبانيها تخضع للتشطيبات الفاخرة وتمتلىء كل المواقع بكتيباتها وأنشطتها التي باتت توزع حتى في المهرجانات ولكني أجزم أن عدد المحتاجين لخدمات هذه الجمعية أعلى من المستفيدين الحقيقيين لماذا لا تتحرك الجمعيات الخيرية إلى القرى وإلى الأحياء الفقيرة لترصد حالات المحتاجين من أرض الواقع وأن يكون لها مندوبون في الضمان الاجتماعي لتلقي طلبات من يحتاج العون العاجل وهذا هو المنطق بعينه لا أن تنتظر من يأتي إليها ويصطدم بعشرات الطلبات التي تجعل المحتاج يتفاجأ بأنه في مكتب تحقيق لا جهة مساعدة أتمنى أن تعاد صياغة عمل هذه الجمعيات وآلية تقديم المساعدات فيها بل أطالب أن تخضع لرقابة مستمرة للتأكد من أعمالها والسير بها قدما لتكون واجهة للعمل الخيري الحقيقي وأن نرى نتائج واقعية بلغة الأرقام من خلال البشر وليس فيما يقدم ذاتيا. ولا تزال القرى البعيدة والأحياء العشوائية التي تتناثر على أطراف وأوساط المدن بحاجة عاجلة إلى فرق عمل تنظر إلى أوضاعهم هنالك من يعيش في بيوت قديمة قد تسقط على رؤوس ساكنيها ولا يزال السكان يستجدون الملابس المستعملة وتعيش أسر في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء وآخرون لا يجدون ثمن العلاج .معالي الوزير إن التنمية الاجتماعية تجاوزت مفهوم الشؤون لما هو أبعد فالتنمية تتركز على تنمية الإنسان وأهم شرط في التنمية هو معالجة أوضاعه وعلاج أحواله وتوفير متطلبات الحياة له..
الرسائل على طاولة الوزراء المعنيون بالمسائل الثلاث الآنفة الذكر وما هي إلا جزء يسير في طلبات أخرى ليست بالبعيدة أو الغريبة أو الغائبة والتي سأتطرق لها في مقالات قادمة بل إنها في الوزارات تحتاج فقط إلى بحث بسيط ومتابعة وقرار عاجل.