أحمد المغلوث
منذ اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون الارض الذي بنى فيه بيته الحرام وبلادنا بلاد الاسلام والسلام، فهي الأرض التي يعشقها مئات الملايين من المسلمين من أجل أداء فريضة الحج والعمرة.
وظلت بلادنا أيضاً وعلى مدى القرون حلماً يراودهم فمن استطاع جاء ومن لم يستطع راح يحلم ويخطط ويفكر في تحقيق حلمه.
وعلى مدى السنين ظلت بلادنا ولله الحمد موضع اهتمام لعشاق السياحة والآثار بما تشتمل عليه ارضها الطيبة من اثار وأماكن سياحية شجعت الآلاف من السياح لزيارتها، بل والتردد عليها، وهكذا ظلت بلادنا وعلى مدى العصور عشقاً دائماً للناس من المسلمين يأتونها للحج والعمرة، وهناك من يزورها للسياحة والعمل والتجارة، لذلك حافظت على اسمها الذي بات كبيرا ومتميزا في عالم الاثار والسياحة وعلى الاخص في السنوات الاخيرة مع اهتمام هيئة الاثار والسياحة بكل ما من شأنه أن يساهم في تفعيل هذا الجانب المهم في اقتصاد الوطن.
هي الارض التي تميزت بتاريخها وانطلاقة الحضارة الاسلامية من بين المدينتين العظيمتين والمقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.. انها الارض التي باتت دول العالم تعرفها جيدا، سواء كانت دولا إسلامية او دولا اخرى لما تتمتع به من مكانة دينية واقتصادية وحتى تاريخية وسياحية.. ولما حققه قادتها من حضور سياسي كبير في مختلف المجالات.
وإذا اضفنا الى ذلك ما تتمتع به من ثروات مختلفة وهامة طبيعية وأجواء مناخية مناسبة في بعض مناطقها رائعة طوال العام وشواطىء مناسبة لعشاق البحر.. وآثار تاريخية يتمنى مشاهدتها عشاق التاريخ والآثار وهواة التصوير والرحلات الصحراوية، فإنه ليس غريباً ما نتمتع به من قوة جذب ومذاق خاص بالنسبة لكل دول العالم، فقط تحتاج العملية لمزيد من التواجد الدولي والتسويق الفاعل لكل العناصر التي نزخر بها بلادنا.
قبل سنوات كنت مشاركاً في احد المعارض الدولية التشكيلية بميامي فلوريدا الامريكية، والتقيت في صالة الفندق الذي اقيم فيه بأحد الاشقاء الخليجيين والذي جاء في مهمة تسويق لبرامج السياحة في بلاده، وكانت مهمته التي باتت تقليدا تقوم به دولته الشقيقة كل عام قبل ان تأتي التقنية وعالم الانترنت، فتقوم مواقعها وبرامجها وإعلاناتها التسويقية بهذه المهمة.. والحق أنني لم اتردد عن سؤاله لماذا لم تكلف شركة تسويق سياحية بهذه المهمة؟. فرد قائلا: هناك شركات تقوم بهذه المهمة وحتى سفاراتنا وقنصلياتنا تقوم بهذا الدور ولكننا نحب ان يكون العمل مباشراً بيننا وبين المواطنين، ونقوم بتوزيع اقراص مضغوطة لمختلف الجوانب التي تشتهر بها بلادنا، إضافة الى الكتيبات والنشرات المصورة وباللغات العالمية، بل اننا نضيف الى ذلك الإشارة لوجود سحوبات على جوائز كبرى للقادمين الينا وحتى المغادرين، كل ذلك يتم في المطار.. او داخل الاسواق والمجمعات الكبرى.. ونتيجة لذلك -والكلام للشقيق الخليجي- فقد ارتفعت اعداد زوار وطنه بصورة لافتة.
كان ذلك قبل ثلاثة عقود تقريبا، والآن يزور هذه الدولة العزيزة الملايين من الزوار عشاق السياحة والتسوق والمهرجانات والفعاليات والمعارض والمؤتمرات المختلفة التي تقام على مدار الشهور والأيام، ولن أزيد..!