عبدالله العجلان
بدأت الكرة السعودية أمس الأحد الأول من يناير 2017م عهداً جديداً بقدوم مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة القدم، جاء بعد أجواء انتخابية ناجحة مثيرة ولافتة أسهم فيها وجدَّ أربعة مترشحين لمنصب الرئيس ومثلهم لنائب الرئيس وعدد آخر لبقية أعضاء المجلس، الأمر الذي يجعلني ومعي الكثيرون نتفاءل به لأسباب عديدة، أبرزها أن المجلس الحالي سيستفيد - أو هكذا يفترض - من تجربة المجلس السابق وسيستوعب الكثير من سلبياته وهفواته وأخطائه ونقاط ضعفه وكذلك إيجابياته ومنجزاته، إضافة إلى أنه يضم في عضويته وأمانته أسماء ذات إمكانات ومؤهلات وخبرات متنوعة تحتاجها الكرة السعودية أندية ومنتخبات في المرحلة القادمة.
ومثلما نطالب الاتحاد الجديد برئاسة الدكتور عادل عزت بالعمل الجاد والمنصف وإدارة شؤونه بطريقة أكثر احترافية وانضباطية، وبلجان تحرص تطبيق اللوائح والأنظمة والالتزام بها مع الجميع وبلا استثناء أو تمييز بين ناد وآخر، أو تفضيل لمن صوت له، فإننا في المقابل نتطلع أن يكون للأندية دور فاعل ليس في مجال التعاون مع الاتحاد فحسب بل في تغيير وتطوير أدائها، وضبط إنفاقها بما يتماشى مع ظروفها، وتحسين مستوى تعاقداتها مع المدربين واللاعبين غير السعوديين وبما يبعدها عن الدخول في أزمات ومشكلات يصعب حلها والتعامل معها.
حالياً وفي هذا الوقت تحديداً ستنتظر منه الجماهير السعودية البدء بالأولويات وبذل المزيد من الجهد والتخطيط بإتقان وتوفير كل السبل والظروف والأجواء للإبقاء على حظوظ منتخبنا الوطني الأول في التأهل لمونديال روسيا 2018 م، وأن يهتم ويختار بعناية وإلمام رؤساء وأعضاء اللجان الذين يحققون له الإضافة والجودة في الأداء كما رأينا في لجنتي الاحتراف والمسابقات في المجلس السابق، لا أن يكونوا سبباً في ضعفه وتشويه صورته وتنامي أخطائه كما حدث من لجنتي الحكام والانضباط، وأن يحذر من تهميش الجمعية العمومية ويفعل دورها ومزاولة صلاحياتها لتكون عوناً له في صياغة توجهاته واكتساب مشروعية قراراته وسلامة توجهاته، هذا ما يتعلق بالخطوات الأولى لعمل الاتحاد والتي لا تقبل التأخير أو التسويف إذا ما أراد أن يبدأ قوياً واثقاً بنفسه وبتحركاته، موثوقاً به من الأندية والجماهير.
مبروك لمجلس إدارة الاتحاد فوزه بالانتخابات، دعواتنا له بالعون والتوفيق وبتحقيق آمال وتطلعات وطموحات الجماهير والرياضيين عموماً، حظاً أوفر للرائعين الخلوقين سلمان المالك وخالد المعمر والدكتور نجيب أبو عظمة ولبقية المترشحين، وشكراً على مساهمتهم في إنتاج انتخابات حضارية راقية جسدت حقيقة أننا مؤهلون ممارسات ديمقراطية كهذه تسمح وتمنح الجميع حق المشاركة.
اردعوهم بالحزم..
مقابل انطباعات الإشادة والإعجاب بالعملية الانتخابية وتأثيرها الإيجابي في صناعة حراك ثقافي وفكري مفيد لنا اجتماعياً ورياضياً، كانت هنالك سقطات إعلامية فاضحة مستهجنة لم تسئ لأصحابها لأن هذا هو مستوى تفكيرهم وعقلياتهم وإنما أساءت أكثر للمترشحين وقللت من شأنهم ولم تعكس واقعهم وشخصياتهم الحقيقية المتزنة، تخلوا عن أمانة ومسؤولية مهنتهم وتحولوا إلى إمعات وأدوات يحركها تعصبهم، وتتلاعب بها أهواؤهم وعواطفهم.
ما جرى قبل وأثناء وبعد انتخابات اتحاد الكرة من إعلاميين رياضيين وغير رياضيين وحتى أعضاء شرف وحكام هو في شكله وأسلوبه ومضامينه يمثل الإشكالية الإعلامية ذاتها التي باتت مصدر تأجيج واحتقان وتدمير لمسيرتنا الرياضية، والأسوأ من هذا أنها تمس وتطعن بسمعة وسيرة ونزاهة وحقوق أشخاص لهم قيمتهم وإسهامهم وقبل وأهم من ذلك أنهم أبرياء بعيدون تماماً عن الاتهامات والإساءات الموجهة إليهم..
الآن ومع قدوم الاتحاد الجديد، وحتى لا تتطور الأمور إلى ما هو أبشع نجدد مطالبتنا للجهات المعنية بوضع حد لهذه التجاوزات السخيفة التي أصبحت المادة الرئيسة اليومية لمعظم البرامج والأطروحات في وسائل التواصل والصحف بأنواعها، من المجحف والمخجل أن يترك هؤلاء يمارسون بذاءاتهم وقلة أدبهم وبشكل سافر متمادي دون رادع نظامي يؤدبهم ويكفل للآخرين الأبرياء إنصافهم ورد اعتبارهم.
الخطير في هذا الجانب أن أكاذيبهم وصوتهم العالي والمنتشر في بعض البرامج ووسائل التواصل أصبح يؤثر على كثير من القرارات، ويدغدغ عقول وقناعات ومشاعر الجماهير المغلوبة على أمرها، وغير القادرة على التحكم بعواطفها، لذلك إذا لم يتخذ بحق هؤلاء المرجفين العقوبات المنصوص عليها في أنظمة المطبوعات ومكافحة الجرائم المعلوماتية، ويتم تطبيقها على الجميع بحزم، فهذا يعني أننا مقبلون على المزيد من الفوضى وتغليب أسلوب الفلتان والتهور والفهلوة على لغة العقل والفكر والمنطق والإقناع..