سعد الدوسري
أحسنتْ المؤسسة الأمنية صنعاً، حينما سارعتْ بالقبض على المتسببين في المشاجرة الجماعية التي جرت في ثانوية «تثليث»، والتي استخدم فيها أحد الطلبة سلاحاً رشاشاً. وقد يكون من المهم أن تتظافر الجهود الأمنية مع جهود وزارة التعليم، في وضع حد لهذه الظاهرة.
لا أحد ينكر أن هناك مناطق تتوفر فيها الأسلحة بشكل غير قانوني، وأن من تتوفر بين أياديهم، لا يزالون في سن المراهقة. كما أن الاتجاه العام للشباب اليوم، هو اتجاه منحاز للعنف والتوتر. وما لم تتحرك الجهات المختصة إزاء هذا الأمر، فإننا سنشهد مزيداً من الإقبال على الشراسة الشبابية المسلحة وغير المسلحة، سواءً في حالات الغضب أو حالات الفرح؛ والوقوف المطلوب يجب ألا يكون شكلياً بل حقيقياً، فنحن أمام حالات قتل ناتجة عن توفر قطع أسلحة غير مرخصة، أو ناتجة عن غضب مفرط مرتبط بأحاسيس فوقية، لها علاقة بالموروث أو بجنون العظمة. وغالباً، وبعد أن يودع القاتل في السجن، تبدأ محاولات جمع الملايين لعتق رقبته.
إن كافة المكونات المؤسساتية مطالبة ببذل جهود حقيقية لدراسة المؤثرات الفعلية لتزايد هذه الظاهرة، ووضع مقترحات لحلها. كما أن على الجانب الأمني دوراً مهماً في ملاحقة كل مخالفي الأنظمة، فيما يتعلق بحيازة الأسلحة، ورفع مستوى الوعي لدى الشباب، بأهمية احترام الأنظمة في هذا الشأن، وعدم اعتباره شكلاً من أشكال المباهاة أو الفتوة.