عبده الأسمري
في ذاكرته «خير عميق» وفي سيرته «علم عتيق» سبر أغوار العلاقات الدولية فحوّلها إلى إعلام عالمي، وتولى الإعلام فنقله إلى نظرية تطوير وفلسفة تطبيق، وامتهن السياسة فأصبحت علماً يرتهن للتاريخ ويرتكن للشعوب، وغير وجه العمل الخيري إلى صفة لها روح «الاستدامة الإنسانية»..
إنه أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز الأمير السابع لثاني أطهر بقعة بالأرض.
صاحب التجربة العريضة والخبرة الطويلة في مجال الإعلام والدبلوماسية والعلاقات الدولية والأعمال الخيرية.
بشخصية تغلب عليها السحنة الأميرية والكاريزما الخيرية وتقاسيم تتشابه مع والده الملك سلمان وتتقاطع مع أخواله آل السديري، وعينان تمتلآن «حكمة» وتقاسيم تشع «حنكة «، وملامح تنبع بالهدوء وتشع بالاتزان، وصوت جهوري يحمل لكنة «الكبار» و»سكنة التواضع «، يتعالى حين الحزم ويستوي حيث القرار ويتنازل أمام البسطاء وأصحاب الحاجات.
في الرياض التي كان يراقب فيها وفود القبائل ومواكب الرؤساء وجموع ممثلي الشعوب، وفي قصر والده العامر بالعلم الغامر بالمعرفة السامر بتاريخ الإنسان والمكان، عاش مسجوعاً بحب الاستطلاع مدفوعاً بعشق العلاقات الدولية وتاريخ الشعوب، ووسط أحلام نمت في ذاكرته «الغضة « بدافعية السياسة وإبداع الفكر، تحوّلت لسجلات شرف نالها باقتدار وحصدها باعتبار.
سيرة دراسية فاخرة بالامتياز عاطرة بالإنجاز، حيث حصل الأمير فيصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود، ثم واصل دراساته في جامعة «أكسفورد» العريقة وحصل منها على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية، وعمل محاضراً في الجامعة كان خلالها شغوفاً بالبحوث والدراسات والتعمق في مجال العلاقات الدولية.
شغل بعدها منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، بعد وفاة شقيقه الأمير أحمد في عام 2002 .
يعتبر الأمير فيصل من الشخصيات التنفيذية المميزة في قطاع وسائل الإعلام بالعالم العربي والشرق الأوسط، حيث سطر عملاً ابتكارياً مميزاً، مستفيداً من موهبته الفذة وخبرته ودراسته التي وظفها مجتمعة لخدمة هذا الصرح ببعد نظر ونظرية، بعد كان يلاحقه بحثاً عن الانفراد في التجديد والتدريب والتطوير والابتكار، حيث شكّل «أكاديمية بشرية» أسهمت في تطوير العمل الإعلامي، ودعم مجال الأبحاث الإعلامية والدراسات التسويقية ..
لُقِّب بـ«رجل العام» في الأعمال عام 2004، وفي عام 1434 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - أمراً ملكياً بتعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة . الأمير فيصل مسكون بحب العمل الخيري والاجتماعي، تسكنه روح المبادرات الخيرية وتربطه بالأيتام والمعاقين قصص أزلية ومستديمة، قوامها روحه الحانية لهذه الفئات، وقيمتها نفسه المتفانية في العون والمساعدة، من خلال ترؤسه لجنة أصدقاء الأيتام في الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، وعضوية أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وعدد من العضويات والأعمال الخيرية المختلفة.
بين موجبات المهمة وعزائم الإستراتيجية التي تصاحب الأمير فيصل، وظف فكره في خدمة طيبة الطيبة التي طالما زارها صاحب مسؤولية وطالب علم، وزائر مكان وعاشق أرض، وصديق مواطن وابن وطن، حيث ركز على تنمية المكان ونماء الإنسان يسير جائلاً بين إخوته مكملاً لمشروع الوطن الكبير ومستقبل الأرض الطاهرة. امتلك الأمير شعبية جارفة بين أهالي المدينة رغم قصر المدة التي قضاها أميراً موازاة برصيد الحب الكبير ومساحات الامتنان الشاسعة في قلوب «المدينيين». تناغمت المدينة المنورة باكراً مع استراتيجيات الفكر المتطور، الذي حوله الأمير بمعادلة فاخرة وتركيبة معرفية باهرة لإنتاج عمل متميز، كان نتاجه عشرات المشاريع التي ألبست المدينة الطاهرة ضياء ضافياً كلؤلؤة مضيئة في حضن الوطن الكبير.
بتواضع جم وتسارع همم يوجه الأمير المحافظين بالقرب من المواطن والتقارب مع هموم الإنسان من الميدان، حيث بات الإنجاز «توقيعاً» يبرز كل قرارات الحاضر وأمنيات المستقبل.
في المدينة عناوين نماء ونياشين عطاء سجلها الأمير فيصل بحرصه وسطرها بمتابعته وأنجزها بإخلاصه وختمها بتوقيعه ..
في سجلات الوطن ومساجلات المسؤولية سيظل الأمير فيصل بن سلمان أمير بسمات خبير إعلام ومسؤول بصفات رائد علاقات دولية وصاحب أمانة بروح مواطن مخلص، ومالك قرار بتفاصيل عاشق وطن.