د.عبدالعزيز الجار الله
تاريخ الشعوب والمجتمعات والقيادات لا يقاس بعدد السنين وإنما بالإنجازات والقدرة على تجنب الأحداث الكارثية، والنجاح في سياسة الإدارة المحلية والخارجية، الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- حقق خلال توليه الحكم قبل سنتين إنجازات يقدر عمرها بالسنوات، وواجه فترات عصيبة استطاع بإذن الله أن يجنب بلادنا المخاطر والويلات، كانت أخطرها وأهمها الخطر الحوثي في اليمن وتدهور العائد النفطي وقضايا أخرى لكن معالجاته -أيده الله- احتوتها وأوقفت تداعياتها:
أولاً: اليمن عندما تأمرت جماعة الحوثي وجنود أعوان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ودولة إيران وحزب الله اللبناني مع قوى دولية أخرى لم تكن بالصورة حينها انكشفت فيما بعد، تأمرت هذه القوى على اغتصاب السلطة باليمن والسطو على الشرعية، وبدأت تبتز وتستفز بلادنا لجرها إلى حرب حدود واستنزاف، فجاء الرد غير المتوقع من الملك سلمان بعاصفة الحزم التي أعادت الشرعية لليمن وتطهير اليمن من الجماعات المغامرة.
ثانيًا: توحيد دول الخليج عسكريًا ودخولها حرب اليمن مشاركة في المعارك وأبرز إمكانات الخليج عسكريًا.
ثالثًا: تأسيس تحالف عربي من دول الخليج وأخرى العربية وتوسعت دائرة الدول التي انضمت للتحالف لتحافظ على الشرعية في اليمن.
رابعًا: تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بمشاركة أكثر من (41) دولة.
خامسًا: المعالجات السريعة والتحرك مع اقتصاديات العالم حتى لا يقع اقتصادنا في منزلقات الدول التي غرقت في مستنقع الذبذبة والمراوحة.
سادسًا: الدفع بقوة إلى التحول الوطني والرؤية السعودية 2030 وتحسين الدخل وتنويعه، والابتعاد عن جعل النفط هو المصدر الوحيد.
سابعًا: إعادة بناء النظام الداخلي للبيت السعودي، وإعادة تأسيس وتقوية بعض جوانبه السياسية والإدارية والهيكلية في الوزارات والوزراء والهيئات.
هي سنتان لكنهما أخصب السنوات من حيث المعالجات والقرارات السياسية وإعادة بناء هياكل الدولة، واقتصادها، وافتتاح مشروعاتها الاستثمارية، ولجم الخصوم في المحافل السياسية، فقد جاء عهد الملك سلمان في وهج الربيع العربي الذي تساقطت فيه الدول، وانهار فيه الاقتصاد النفطي وحاصرتنا المخاوف من الجنوب اليمن المختطف والشمال العراق المحتل والشمال الغربي الحرب الأهلية في سورية، ومن الشرق يطل من وراء الخليج العدو الإيراني الذي لا يسعده استقرار الخليج العربي، فكان الملك سلمان الضامن بعد الله في الاستقرار السياسي والاقتصادي للخليج العربي.