تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم والوطن بأكمله بالذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ مقاليد الحكم في البلاد بعد عام حفل بالعديد من الإنجازات المحلية والإقليمية والدولية ، والتي جاءت كما يعلم الجميع ، القاصي والداني ، بالظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة خاصة على المستويين الاقتصادي والأمني ، إلا أن ذلك ولله الحمد والمنة كان نقطة تحول إيجابية لوطننا وطن الخير وعزز التطور والنماء في رؤية التحديث الجديد.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفيين ـ حفظه الله ـ زمام الحكم وهو يؤكد على أن قيام هذه البلاد المباركة على الأسس الراسخة والثوابت الأصيلة ، التي عمادها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،كما يفخر ـ أيده الله ـ على الدوام بتشريف المملكة من الله العلي القدير باحتضان بلادنا المباركة أقدس بقعتين - الحرمين الشريفين - ، وأكرم قادة هذه البلاد منذ عقود طويلة بخدمتهما وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار ، ولعل هذا التأكيد الدائم يعزز لدينا نحن شعب المملكة ومواطنيها شعور التكاتف والتآزر الذي يسود الأسرة الواحدة بما يجعلنا جميعاً على مستوى واحدٍ في تحقيق خدمة ديننا ووطننا .
لقد اختطت الدولة ـ حماها الله ـ خلال العام المنصرم خطاً تطويريا ًجديداً ملتزماً بالثوابت والقيم التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها وكانت رؤية 2030 سمة التطوير الحديثة والتي سيكون لها الفضل بعد الله في رسم مستقبل الوطن الواعد والرفاهية للمواطن ، فكانت رؤيةً طموحة تعكس متانة اقتصادنا القوي وتسهم في نقل المملكة إلى أفقٍ واسعٍ مليءٍ بالتفاؤل بين كافة مكونات الوطن وتشحذ همم الجميع في إنجاحها واستشعار المسؤولية في تحقيق كافة بنودها وهذا ولله الحمد يظهر جلياً من خلال ما تطالعنا به وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى من اهتمام بالغ برؤية الوطن الطموحة والجهود التي تبذل من مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمبادرات المتعددة في سبيل تحقيقها وتبني منهج ثابت ومتواصل في السعي نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة ،وإتاحة الفرص للجميع لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.
اليوم .. وبفضل الله وبعد إعلان ميزانية الخير 2017م يزداد لدينا جميع مواطني هذه البلاد المباركة شعور الثقة بأن قيادتنا ـ أيدها الله ـ تستشعر أهمية هذا الوطن وتسخر كافة إمكانياته لتحقيق التوازن التام والرفاهية الدائمة للمواطن والمقيم، ولهذا ندعوا الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد ـ يحفظهم الله ـ وأن يديم على بلادنا الخير والأمن والأمان وأن يعيد علينا جميعاً هذه الذكرى الغالية وقادتنا ووطنا بخير وسلام واستقرار ونماءٍ وتطور.
الدكتور طارق بن عبدالله الشدي - مدير عام مركز المعلومات الوطني