د. أحمد بن محمد السالم
نعيش هذه الأيام الذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم، الذي نذر نفسه لخدمة هذه البلاد في سن مبكرة، من خلال عدة مناصب قياديه وهامة ومسؤوليات متعددة، إلى أن تبوأ - حفظه الله - سدة الحكم، فسار بهذه البلاد نحو التطور والنماء بخطط متوازنة تتضمن الحفاظ على المعتقد والموروث الحضاري الخاص بها، مستعيناً بالله سبحانه وتعالى، ثم بما وهبه الله من حلم وذكاء فطري، وما استقاه من مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – طيّب الله ثراه - حيث تربى حفظه الله في كنفه ولازمه في مجالسه، فأخذ منه الحكمة وحسن القيادة، ولقد سعى - أيده الله - منذ توليه قيادة هذه البلاد إلى الارتقاء بها محلياً ودولياً، سائلاً الله العون والتوفيق إذ قال: (أسأل الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وتحقيق آماله وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار وأن يحميها من كل سوء ومكروه)، ولقد حرص -حفظه الله- على التواصل مع شعبه وإشراكهم في صناعة القرار والمسؤولية فقال: (أبوابنا مشرعه لكل من يرى نقصاً أو عيباً وأقول بكل شفافية رحم الله من أهداني عيوبي، فكل من يرى خللاً في العقيدة أو مصالح الشعب ودولتنا ترحب به ويسعدنا ذلك).
لذلك لا يستغرب هذا الالتفاف حوله والاصطفاف خلفه في كل قراراته، وهذه النقلة النوعية التي تعيشها البلاد في كافة المجالات، سواء الاقتصادية التي تميّزت بخطوة جبارة ونقله نوعية، تمثلت في التحول والتنوع في مصادر الدخل لتحقيق تنمية مستدامة والحد من التأثر بأسعار النفط وعدم الاعتماد عليه كمصدر رئيس للدخل مستقبلاً، كذلك تم اتخاذ عدد من القرارات التصحيحية في مجال الإنفاق التي انعكس وسينعكس أثرها على السوق وعلى ميزانية الدولة بشكل إيجابي, وافتتح مشروعات طبية منها مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بالحرس الوطني ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية المختبر المركزي، ولم يكتف بالاهتمام بأبنائه في الداخل بل حتى من اغترب لأجل تحصيل العلم فأمر- حفظه الله - بضم الدارسين في الخارج إلى المبتعثين على حساب الدولة حرصاً منه على راحة أبنائه ليدفعهم إلى التفوق والتحصيل كما حرص -حفظه الله- على حماية البلاد، فأعلن عاصفة الحزم التي أجهضت الأطماع ووأدت مخططات الأعداء للنَّيل من هذه البلاد بل إنه بحكمته وقيادته سعى لإنشاء تحالف إسلامي عسكري لمكافحة الإرهاب، فاستجابت له أغلب الدول الإسلامية، حيث بلغ عدد دول التحالف (35) دولة، ولم يغب الجانب الإنساني عن اهتماماته وجهوده - أيده الله - فأمر بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة ووجه - حفظه الله - باستقبال القادمين من اليمن وسوريا، الذين لاذوا إلى هذه البلاد لينعموا مع أبنائها في الأمن والأمان وأتاح لهم التعليم والعلاج المجاني وسبل العيش الكريم.
أسأل الله القدير أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين، وأن يسدد جهوده وأن يجزل له الأجر والمثوبة، ويجعل ما قدمه ويقدمه لهذه البلاد وأهلها خاصة وللمسلمين عامة في ميزان حسناته، وأن يديم على الوطن نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل هذه القيادة الرشيدة إنه سميع مجيب.