«الجزيرة» - محمد السنيد:
أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، عن خالص تهانيه وتبريكاته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمناسبة الذكرى الثانية على توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الشعب الكويت كافة يشاركون إخوانهم في المملكة ويشاطرونهم مشاعر الفرح والبهجة بالبيعة لملك الحزم والعزم والحكمة، لأننا نؤمن بوحدة التاريخ والهدف والمصير.
ونوَّه سمو الشيخ ناصر المحمد بالجهود الكبيرة التي يبذلها الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة أبناء وطنه بالمملكة ودول مجلس التعاون، وكذلك خدمة القضايا العربية والإسلامية والدولية، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين رجل سلام يحظى بمكانة مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي؛ بما يتمتع به من حنكة ونظرة ثاقبة لما فيه الاستقرار والأمن لشعوب المنطقة، قائلاً إن الملك سلمان بن عبدالعزيز أعاد للبيت الخليجي هيبته بوقوفه إلى جانب الدول الشقيقة ودعمه اللامحدود لها، فالمملكة العربية السعودية هي عمق دول الخليج العربية والداعم الدائم لاستقرارها والمحافظة عليها.
وذكر الشيخ المحمد أن زيارات خادم الحرمين الشريفين لإخوانه في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ومملكة البحرين، ودولة الكويت جاءت في لحظة مفصلية تنبئ بمرحلة انتقالية وشيكة تسعى لنقل دول مجلس التعاون لتصبح أكبر سادس اقتصاد في العالم، وتعزز آمال وتطلعات أهل الخليج العربي بتسريع عمليات التحول من مرحلة التعاون والتنسيق إلى مرحلة الاتحاد في مواجهة المستقبل والمصير المشترك، كما تعزز من قدرات دول المجلس تحت منظومة الدفاع الخليجي المشترك بما يحقق الاستقرار في المنطقة ويحافظ على المكتسبات الوطنية والمصالح العليا والإستراتيجية، إلى جانب توثيقها عرى المحبة والإخاء وتقويتها للمواقف الخليجية إزاء مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وقد تزامنت هذه الزيارات مع عقد مؤتمر القمة الخليجية السابعة والثلاثين في المنامة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يومي 6-7 ديسمبر 2016م، والتي كانت قمة استثنائية وناجحة بكل المقاييس، من حيث نتائجها ومواكبتها للتحديات والمخاطر التي تواجهها المنطقة، وما أفضت إليه من تفاهمات وتعزيز للتعاون والتحالفات، وهو ما انعكس على الجميع بالشعور بالأمن خاصة بعد مناورات القوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب التي شاركت فيها قوات عالية التدريب من جميع دول مجلس التعاون الست.
كما أشاد سمو الشيخ ناصر الأحمد بعمق العلاقات الثنائية التي تربط المملكة مع الكويت قيادة وشعباً، ووصفها بأنها نموذج فريد ومثال واضح للعيان يُحتذى في العلاقات بين الدول، وقال: إنها علاقات تعيش أزهى مراحلها، والفضل يعود بعد الله عز وجل، إلى القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخيه سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - حفظهما الله - مشيراً إلى أنها علاقات أصيلة تمتد على مدى قرون من الزمن، بوشائج من القربى وحسن الجوار منذ عهد الملك عبدالعزيز والشيخ مبارك الصباح - رحمهما الله - وستظل ماضية - بإذن الله - في طريقها بخطوات حثيثة نحو مستقبل زاهر لتحقيق المزيد من الأمن والرخاء والازدهار للبلدين والشعبين الشقيقين، بما يميزها من أواصر الدم واللغة والدين والثقافة والتقاليد والفهم والتوجه مع المحبة والتكامل والوفاء المشترك، وهو ما يجعل من الدولتين الشقيقتين وطناً واحداً تتوزع فيه وتسكن العائلات نفسها، وقد رسخت العائلتان الحاكمتان تلك العلاقات المتميزة دائماً، فهي علاقة جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهذا ما تأكد دوماً في مختلف المحن والأزمات، حيث كانت القوات السعودية أول من هبَّ للدفاع عن دولة الكويت وتصدت لتهديد العراق عام 1961م أثناء فترة حكم عبدالكريم قاسم، كما كانت الناصر والمعين، بعد الله سبحانه وتعالى، عندما تعرضت دولة الكويت للغزو والاحتلال من قبل قوات صدام حسين عام 1990م، ووقفت المملكة وقفة تاريخية لا تُنسى، فحولت أراضيها إلى منصة انطلاق وحشد لتحرير دولة الكويت، وفتح السعوديون قلوبهم قبل بيوتهم لاحتضان أشقائهم الكويتيين، فكانت مروءة وشهامة وفزعة أخوة لا نظيرها له بين دول العالم، فرضتها وأملتها عليهم القيم الإسلامية والعربية التي يتحلون بها. واستذكر سمو الشيخ ناصر المحمد بصورة خاصة الموقف التاريخي النبيل للملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي كان أميراً لمنطقة الرياض في تلك الفترة، حيث فتح أبوابها للشعب الكويتي وقت المحنة، ليؤكد بذلك وحدة وتلاحم الشعبين وأن ما يمس دولة الكويت يمس المملكة.
وشدد سمو الشيخ ناصر المحمد على أن جميع أفراد الشعب الكويتي يكنون كل المحبة والتقدير للمملكة حكومة وشعباً، معتبرين أن السعودي كويتي والكويتي سعودي ولا فرق بينهما، وقد تجسدت هذه المشاعر في استقبال الشعب الكويتي يتقدمهم صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد المفدى، وعضده سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد للترحيب بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والاحتفاء به في زيارته لبلده الثاني بين أهله وإخوانه يوم الخميس 8 ديسمبر 2016م. كما تجسدت من قبل في حملة التبرع بالدم التي نظمتها سفارة دولة الكويت في المملكة تضامناً مع رجال القوات المسلحة المرابطين في الحد الجنوبي، في تعبير صادق عن الوحدة واللُحمة الخليجية التي يعيشها أبناء دول الخليج، وذلك خلال احتفالية اليوم الوطني الخامس والخمسين والذكرى الخامسة والعشرين للتحرير بقصر طويق في حي السفارات بالرياض. والذي تضمن كذلك إعداد عريضة حملت توقيعات الحضور لإرسالها للقوات المرابطة في الحد الجنوبي تضامناً مع تضحياتهم وبطولاتهم.
وفي ختام تصريحه أثنى سمو الشيخ ناصر المحمد على حكمة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع إخوانهما قادة دول المجلس في العمل الخليجي المشترك والعربي والإسلامي، وعلى جهودهم الطيبة التي يبذلونها لدعم استقرار وأمن دول المجلس ورعاية مصالح أبنائه، سائلاً الله العلي القدير أن يحفظهم جميعاً، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد والشعب السعودي الشقيق لما فيه مصلحة وخير أبناء المملكة، وأن يديم عليهم موفور الصحة والعافية.