سليمان الجعيلان
القيادة هبة وموهبة في تحمّل المسؤوليات والواجبات، وريادة وإرادة في مواجهة الأزمات وابتكار الحلول لتجاوز وتخطي العقبات والمعوقات، أما التنصل من المسؤولية والانشغال بأمور هامشية عن مواجهة الأمور الجوهرية وإنكار الواقع وعدم الاعتراف بالمشكلة الحقيقية وممارسة دور الضحية فهذا يسمى هروب إلى الأمام، وهو ما يمارسه رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد في إدارة ناديه عند كل هزيمة وبعد كل إخفاق لفريق الهلال منذ استلامه كرسي رئاسة نادي الهلال!!..
ففي العام الماضي حاول رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد صرف أنظار جمهور الهلال عن سوء العمل الإداري وضعف الأداء الفني وتصادم مع أعضاء شرف نادي الهلال وقدم استقالة مقيدة بحجة الأزمة المالية والديون المتراكمة في تصرف أقل ما يقال عنه هو هروب للأمام، لأنه مهما كانت تركة الديون ضخمة ومهما كانت المصاريف عالية إلا أنها لا يمكن أن تكون سبباً مباشراً في أن يظهر فريق الهلال بتلك الصورة المسيئة فنياً وانضباطياً وبذلك التبلد وعدم الإحساس بالمسؤولية من بعض لاعبي الهلال الذي أدَّى إلى أن يخرج فريق الهلال من البطولات المحلية والأسيوية بطريقة مذلة ومهينة وفي أيَّام معدودة!!..
وأيضاً في العام نفسه فشل رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد في إقناع جمهور الهلال بجودة وجدارة مدير الفريق الاستاذ (الخلوق) فهد المفرج للعمل في إدارة الفريق، فافتعل مشكلة مع إعلام الهلال حول عمل فهد المفرج في تصرف يعكس المعنى الحقيقي للهروب للأمام عندما اختزل رئيس نادي الهلال قضية فهد المفرج بتسريب الأخبار للإعلام وتجاهل عجز فهد المفرج عن توفير التهيئة المعنوية والنفسية للاعبين قبل المباريات التنافسية والحساسة والتي بات فريق الهلال يخسرها بسهولة في السنوات الأخيرة، وكذلك عدم قدرة فهد المفرج على ضبط تنامي وتمادي ظاهرة الانفلات الانضباطي والسلوكي التي تفشت وانتشرت بين لاعبي فريق الهلال وشوهت وأساءت لقيم ومبادئ نادي الهلال!!..
أما في الأسبوع الماضي وبعد نهاية مباراة الهلال والنصر في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد، فقد رفض رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد الاعتراف بالتقصير الإداري والاعتذار للجمهور الهلالي عن غيابه طوال الأيَّام التي سبقت استعدادات فريقه للمباراة التنافسية والمهمة أمام فريق النصر وفرض إقحام إعلام الهلال في أسباب الخسارة المستحقة في امتداد للعمل بسياسة الهروب للأمام، والسبب ببساطة انشغال رئيس نادي الهلال في تصعيد وتصدير القضايا الهامشية على حساب مشاكل إدارته المعقدة والمركبة في تحمل مسؤولياته وواجباته كرئيس لنادي الهلال تجاه تصيد وترصد لجان وحكام اتحاد احمد عيد لناديه ولاعبي فريقه والتي أثرت بكل أسف على الأمور الفنية في فريق الهلال، وربما يدفع ثمنها فريق الهلال غالياً مع اتحاد القدم الجديد لو أصر واستمر رئيس نادي الهلال على العمل بهذه السياسة الخاطئة التي جرأت اتحاد القدم القديم على الهلال دون سواه!!..
وأخيراً أقول لرئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد ما قاله العالم العبقري اينشتاين : عليك أن تتعلم قواعد اللعبة أولاً ثمّ عليك أن تتعلم كيف تلعب أفضل من الآخرين..!
التحكيم واليمين العظيم
{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} هذا عنوان مقال كتبته في هذه الزاوية في (06 نوفمبر 2016) ناشدت وطالبت فيه رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد الله بن مساعد بإلزام الرئيس ونائب الرئيس وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم القادم بالقسم أمام رئيس اللجنة الأولمبية السعودية وأعضاء الجمعية العمومية على العمل وخدمة رياضة كرة القدم السعودية بالصدق والأمانة والإخلاص والمساواة عقب إعلان أسماء الرئيس والأعضاء الفائزين بالانتخابات، خاصة بعد ما قاسى وعانى الوسط الرياضي من تباين اتحاد احمد عيد في المعاملة بين الأندية وانتقائية لجانه وحكامه في القرارات الانضباطية!!..
ويبدو أن الازدواجية والكيل بمكيالين متغلغل في أروقة الاتحاد السعودي لكرة القدم وتحديداً في لجنة الحكام فهو نتاج سبع سنوات قضاها عمر المهنا في رئاسة لجنة التحكيم وغذى فيها حكامه استعداء نادي الهلال ولاعبيه وهذا ما وضح في تعمد الحكمين محمد القرني وتركي الخضير اللذين كتبا تقارير على لاعبي الهلال البرازيلي إدواردو وسلمان الفرج لتبرير وتمرير فشلهما التحكيمي، والغريب والمريب أن لجنة الانضباط جاملتهما وأصدرت عقوبة الإيقاف على لاعبي الهلال دون تحقيق أو استماع أو دفاع كما يحدث في اللجان القانونية المحترمة والمحترفة!!..
لذلك وبعد أن بلغ السيل الزبى أعيد واكرر الطلب والمناشدة لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد إن كان يبحث عن بيئة نظيفة للعمل ويسعى لإيجاد أرض خصبة للعدل والمساواة ومنافسة عادلة ونزيهة في المسابقات السعودية فعليه أن يجبر ويلزم جميع الحكام على اليمين والقسم بالعمل وخدمة رياضة كرة القدم السعودية بالصدق والأمانة والإخلاص والمساواة، فقد مل وسئم الوسط الرياضي والجمهور السعودي وكما كتبت في المقال، ازعم لن يزيح أو يزيل تخوف وتوجس الوسط الرياضي من الحكام والتحكيم إلا القسم على العمل بالصدق والأمانة والإخلاص، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} سورة الواقعة الآية 76.