سعد السعود
لا أدري ما آلت إليه انتخابات اتحاد الكرة بحكم وقت إرسال المقال.. لكن الأكيد ارتحنا بكل الأحوال.. بعد أربعة مواسم جثم فيه الاتحاد الراحل على كرتنا.. أربعة مواسم كانت حبلى بالأخطاء.. حافلة بالتجاوزات والمنغصات.. ولجان لم تقدم سوى العبث.. ليختم فترته بأسوأ ختام.. وكأنه يعمل بمبدأ : إن كنت رايح كثّر الفضايح.
فهل بعد هذا الختام ثناء ؟! منع للشباب من التسجيل بالفترة الشتوية.. وحسم لنقاطٍ ثلاث من الكتيبة الاتحادية.. علاوة على إسناد نصف نهائي كأس سمو ولي العهد لحكام لم يقدموا سوى الأخطاء البدائية.. أضف لكل ما سبق العقوبات الانضباطية.. والتي تكبّر بالمجهر أدنى خطأ لدى البعض في حين تصاب بالعمى عند البقية.
رحل اتحاد عيد.. ورحلت معه حقبة كانت الأسوأ من سنوات.. فلا المنتخب تنفس ذهباً.. ولا الفرق تعملقت أسيوياً.. وحتى وعود الوهم لدعم المدربين الوطنيين تبخرت.. وبيعت الأماني في تصنيف المنتخب الأربعيني وما تحققت.. فلم نرَ منها سوى صدى الصوت في حين على الواقع تذروها رياح التهميش.
ولذا ستبقى ذاكرة التاريخ تذكر لهذا الاتحاد صمته عن التحقيق في اتهامات لاعب الدرعية للقادسية بالرشوة في حين فتح الباب على مصراعيه لمعاقبة المجزل.. وسنبقى نذكر تصريح الحكم النمري الذي لم يحقق فيه هو أيضاً والذي اتهم به المهنا بتوجيهه بعدم منح كروت لفرق بعينها علاوة لمنح الدولية لمن لا يستحقها.. ولن يغادر مخيلتنا تهديد اتحاد الكرة على لسان عضو اللجنة الإعلامية وقتئذ للجنة الانضباط بالقيام بمعاقبة البلطان أو الإقالة.. في تدخل صارخ في عمل اللجان لمآرب شخصية.. ملفات متخمة بالتجاوزات ينأى بحملها من في قلب مثقال أمانة.. ولكن للأسف كلها أصبحت نسياً منسياً.
ولذا فلم استغرب مثلاً ما حدث للشباب مؤخراً فالمبحر في أدق تفاصيل قضيته مع الاتحاد.. عفواً بل التي تسبب بها الاتحاد وهي منعه من التسجيل.. يرى كمية الإهمال التي اعتمرت قبعة العمل لدى لجان الاتحاد.. تخيلوا يوضع في درج لجنة الاحتراف شيك مستحقات اللاعب خطاب من منتصف شهر 9 ميلادي.. ولا يتم الاتصال باللاعب لاستلامها سوى قبل 20 يوماً بشهادة اللاعب نفسه في برنامج في المرمى.. والمضحك أن الاتحاد يخرج بعدئذ ببيان يبرئ ساحته.. فهل بعد كل هذا التخبط ننتظر من بواكي عليهم؟!
أخيراً، كل ما أتمناه أن يكون الاتحاد القادم أفضل من سابقه.. فيتجاوز ما كان يحدث من أخطاء.. ويشمر ساعديه بالعمل الحثيث لتكون النتائج على قدر المأمول بشكل يتناسب مع مكانتنا القارية والدولية.. لذا تخطيط على المدى الطويل وآخر للقصير مطلب.. واستفادة من الكفاءات التي غيّبت عن المشهد.. ووضع ميزان العدالة في موازين اللجان.. فلا بشت له حظوة ولا ناد له مكانة خاصة ولا لون مقدم على الآخرين.. وعندئذ سنتجاوز كل هنات الاتحاد الراحل لنتطلع لمستقبل باهر.
لا جديد.. وجع الشباب يزيد!!
كنت قد كتبت مقالاً قبل نحو أربعة أشهر بعد الجولة الأولى من الدوري.. استهللته بـ (كل الوعود وهم.. هكذا ردد الشبابيون بعد اللقاء الأول للفريق.. وإن شئتم فانعتوا الفريق بالغريق.. غريق الديون التي بلا وفاء.. غريق الوعود التي لم تنفذ رغم الاستجداء.. غريق المستوى المتدني من العطاء.. غريق رجال يشاهدونه يستنجد ولا يتحركون لحمله من هذا الشقاء.. ويقدمون له الدواء للشفاء).
ويبدو بعد انقضاء الدور الأول كاملاً أني لم أخطئ بما كتبت.. بل ربما تلطفت.. الفريق الشاب بات شيخاً هرماً.. وهرمه ورجالاته يتفرجون على ألمه ولا يبعثون فيه أملاً.. فقد نقاط كانت بمتناول اليد.. وفُقدت هيبة كانت رأس ماله منذ قديم العهد.. وأضحى أشبه بمن ينتظر موته ليدثر اللحد.. والعجيب أن رمزه ورجاله وحتى رؤساءه السابقين يشاهدون وعكته ولا يمدون له اليد.. لك الله يا ليث.. هل هنت عليهم لهذا الحد؟!
ديون بالملايين.. ورواتب لم تدفع للاعبين.. وأسر تنتظر سد حاجته من أسر العاملين.. وعقود لم تجدد لينتظر المحب رحيل المتميزين.. وأجانب بالمخالصات شدوا الرحال مغادرين.. ورعاية نسمع بها ولم نرها منذ سنين.. وزيارة ودعم يتردد صداه ولم يتحقق رغم الأنين.. فماذا ينتظر المحبون وأين وعود الداعمين؟
أين ما قيل عن ضخ ميزانية تاريخية في الصيف لاستقطاب اللاعبين؟ كانت وعوداً بلا وفاء.. أم مجرد كلام في الهواء؟! وحتى لو كان هذا أو ذاك.. ألا يحركهم الآن ما يمر به الليث من داء.. أليس في أيديهم الدواء؟! فلماذا يتفرجون إذن على عشقهم وهو يتجرع وحده البلاء؟! أغيثوه يا أعزاء.. أغيثوه فقد دنا أجله فبالكاد يتنفس الهواء.. أغيثوه إن بقي له مثقال ذرة منزلة لديكم يا هؤلاء.
آخر سطر
«وإني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير، ولكن لا أرى أحدا!!»