«الجزيرة» - علي الصحن:
أسدل الستار وانتهى العرس الانتخابي الديموقراطي الرياضي مساء أمس، وفاز الدكتور عادل عزت برئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم لأربع سنوات مقبلة، وتوجت احتفالية الأمس جهد وعمل عدة أشهر بين اللجان والمترشحين الذين بذلوا الكثير والكثير من أجل إقناع الناخبين والفوز بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
بعيداً عن النتائج لابد من الإشادة باللجان التي تولت الإشراف على العملية الانتخابية، فقد حققت نجاحاً لافتاً في عملها، واستطاعت تنظيم الانتخابات بشكل نال إعجاب الجميع من اليوم الأول لعملها حتى يوم أمس الذي كان مسك الختام وتتويج جهدها الحبار، ووثيقة النجاح لها.
في مركز الملك الثقافي بالرياض كان كل شيء يدعو للإعجاب، ودواليب العمل تدور بإتقان وتنظيم رائعين دقيقين في يوم حسم انتظره الرياضيون طويلاً، ويوم انتخابات جعل الرياضة أمس منصة متابعة من الرياضيين وغير الرياضيين، وقد كسب أبناء الرياضة الرهان، إن في ترتيب عملهم أو في فروسيتهم وأخلاقهم العالية، فبعيداً عن بكائيات مواقع التواصل الاجتماعي، كان فرسان السباق عادل عزت والمالك والمعمر وابوعظمة في قمة حضورهم وأخلاقهم وهم يتركون التنافس جانباً ويتعاهدون على خدمة الرياضة السعودية بعيداً عن المناصب، وأن كل مترشح سيكون رهن الآخر وبإمكانه الاستفادة من تجاربه وخبراته في سبيل خدمة الرياضة السعودية.
لقد كان منظر سلمان المالك وهو يودع المشهد الانتخابي رائعاً، فلم يطعن ولم يقلل ولم يهاجم منافسه بل هنأه بأخلاق الرجال وقال بعد إعلان النتائج وفي ثقة عالية بالنفس: (أستطيع خدمة الوطن في أي مجال) ملمحاً أنه قد ينافس في الدورات الانتخابية القادمة، مشدداً على أنه (سيبقى داعما للرياضة ولن يبتعد وسنقدم المشورة والعون للدكتور عادل عزت وفريقه إن أرادوا).
أمس كان قرار اللجنة الأولمبية في محله وهي تقرر عدم استخدام حقها في التصويت في الانتخابات وحجبه عن أي من المترشحين الأربعة، فقد ضمنت بذلك العدالة بين المتنافسين، ونال القرار رضاهم إلى حد ما، ووقف أمام أي شوشرة يمكن أن تحدث في حال رمي أوراق اللجنة في صناديق الاقتراع، وهو ما طالبنا به هنا في الجزيرة أمس الأول تحت عنوان « الجميع بانتظار الرئيس الأجدر والأفضل: لئلا يتكرر خطأ عام 2012م انثروا العدل في احتفالية السبت»:
( نتمنى أن يكون المشرفون عليها قد استفادوا من حملة 2012م وما واكبها من أخطاء وتدخلات رسمية ساهمت في تنصيب أحمد عيد على حساب منافسه خالد المعمر حين استفاد الأول من أصوات اللجنة الأولمبية التي ساندت مرشحها ليفوز على حساب منافسه، والذي كان فائزاً لو حجبت أصوات اللجنة الأولمبية عن الجميع ولم تعط لأحمد عيد في إجراء غير عادل، فدفعت الرياضة السعودية ثمن ذلك أربع سنوات لم يرض عنها الأغلبية).
انتهت ولاية اتحاد وجاء اتحاد جديد مختلف يتفاءل فيه الشارع الرياضي كثيراً، بعد فشل اتفق عليه معظم الرياضيين للاتحاد السابق، وكل الأماني بأن يوفق الاتحاد الجديد في قيادة الكرة السعودية إلى فضاءات أوسع وبطولات أكثر وحضور دولي أكثر تميزاً، وأن يقضي على فوضى اللجان وتدخلات بعضهم بها، وأن يضع صلاحيات محددة لكل مسئول، ... وأن يحدث ذلك كله وسط عدالة تامة بين المتنافسين على كافة البطولات، ووسط منح كل ذي حق حقه ..فالمنافسون الشرفاء لا يريدون أكثر من حقوقهم يا اتحاد الكرة.