المدينة المنورة - مروان قصاص:
منذ تأسيس المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز ال سعود رحمه الله وهي تولي اهتماما مكثفا بالمقدسات والمشاعر المقدسة وحظي الحرمان الشريفان بعناية خاصة ومتواصلة منذ عهد الملك المؤسس، والذي أوصى أبناءه من بعده باعتماد هذا المنهج، وهو ما سار عليه ملوك هذه البلاد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبد الله رحمهم الله وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله - الذي بذل جهده واهتمامه بالحرمين الشريفين منذ مبايعته رعاه الله ملكا للبلاد، حيث استهل حكمه بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة ووجه باستكمال مشروعات توسعة الحرمين وتابع مسيرة التنفيذ من خلال زياراته المتتالية لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو ما يؤكد عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين من خلال العمل على توسعتهما, وزيادة مساحتهما ورفع قدرة استيعابهما ليؤدي الحجاج والمعتمرون والزوار مناسكهم في يسر وطمأنينة، وفي أجواء ميسرة من التكييف، والفرش، ووفرة المياه، وغير ذلك.
وقد شهد الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية توسعات لم يشهد التاريخ الإسلامي نظيراً لها.
وأبدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الكثير من المناسبات اعتزاز هذه البلاد قيادة وشعباً بخدمة الحرمين الشريفين ودأب رعاه الله اهتمامه وعنايته بتاريخ مكة المكرمة وتوثيقه كتجسيد لعنايته، مشيرا إلى المسؤولية الكبرى على المملكة بصفتها بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومهد الرسالة النبوية، وأن لقب خادم الحرمين الشريفين شرف كبير له ومسؤولية عظيمة.
كما أكد حفظه الله في كلمة لأهالي المدينة المنورة خلال زيارته للمدينة في شهر رمضان الماضي المضامين التي تبرز اهتمامه بالحرمين الشريفين وتشرفه بخدمتهما وجاء في كلمته حفظه الله: يسرني ويشرفني ان اكون هذه الايام في المدينة المنورة مهجر رسول الله وثاني الحرمين الشريفين ويشرفنا كأسرة أن نكون خداما للحرمين الشريفين وانه ولله الحمد وان كانت مسئولية فهو شرف لنا وأضاف رعاه الله والحمد لله الحاج والمعتمر والزائر آمن مطمئن وهذه نعمة كبرى من الله عز وجل يجب ان نقدرها، وأقول لكم وبصراحة: نحن عزنا بالله عز وجل ثم بالحرمين الشريفين وكما قلت دائما من رأى منكم ما يمس هذه البلاد في عقيدتها أو في ابناء وطنها سأكون مسرورا أن يكتب لي أو يقابلني عما يراه).
مشاريع مكة المكرمة
تحظى مكة المكرمة باهتمامات مكثفة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حيث يتابع كافة مشاريعها والتي تهدف الى التيسير على الحجاج والمعتمرين والزوار وقد حقق موسم حج العام الماضي 1437هـ نجاحا كبير بتوفيق الله عز وجل ثم بفضل حزمة المشاريع التي رعاها الملك سلمان، وكان لتلك المشاريع أكبر الأثر في نجاح خطة الحج للعام الماضي ( 1437 ) التي كانت محل تقدير الإعلام ( المحلي والخليجي والعربي والعالمي ) بالصوت والصورة – والتي كانت خير شاهد للعالم أجمع على الاهتمام الكبير الذي تجده أم القرى ومواسم الحج والعمرة من اهتمام من قيادة هذه البلاد.
ومن تلك المشاريع
• مشروع توسعة الحرم الملكي الشريف من الناحية الشمالية مما ساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للحرم لتصل لمليوني مصل بعد أن كانت مليون مصل.
• مشروع توسعة المطاف الذي سهل حركة الطائفين وزيادة أعداهم لتكون مئة ألف في الساعة.
• مشروع توسعة جسر الجمرات مساحة وارتفاعا ليساهم في تيسير رمي الجمرات بكل يسر وسهولة لأكثر من (مليون) حاج.
• مشروع قطار المشاعر بين (عرفة ومزدلفة ومنى) والذي ساهم في نقل مليون حاج هذا العام.
• مشروع الخيام المقاوم للحريق الذي ساهم مساهمة فعالة في تجنب الحرائق التي كانت تحدث باستمرار في السنوات الماضية.
• مشروع تطوير مشعر عرفات وزيادة مساحته نتيجة أعمال التطوير والتنظيم لتستوعب أعداداً كبيرة من ضيوف الرحمن.
• مشروع قطار الحرمين الشريفين الذي يربط بين مكة المكرمة وجدة بوابة الحرمين والمدينة المنورة هذا القطار الذي كلّف لوحده (ستون مليارا ريالا) أي (ستين ألف مليون ريال) مبلغ ضخم يعادل ميزانية دول، وهو متى أكتمل سيساهم في تنقل الحجيج بين مكة والمدينة خلال موسمي (الحج - ورمضان) وطيلة أيام العام بيسر وسهولة، ًوسوف يقلل من الاعتماد على الباصات الكبيرة والتقليل من نسبة الحوادث التي كنت تقع بدرجة كبيرة وخاصة بين طريق مكة والمدينة السريع.
وتأتي هذه المشاريع المتعددة ضمن رؤية المملكة (2030) - التي وضع تصورها صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع والطيران ورئيس المجلس الاقتصادي - والتي تستهدف ومخطط لها استقبال (30) مليون حاج ومعتمر سنوياً.
ومن ناحية أخرى تواصل هيئة تطوير مكة المكرمة جهودها وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة المشاريع الجاري تنفيذها في المشاعر المقدسة وقال الامين العام للهيئة الدكتور/ هشام الفالح أن مشاريع تطوير المشاعر المقدسة مشاريع عملاقة ويستمر العمل بها على مدار الاعوام الستة القادمة وتمت جدولة التنفيذ بالتعاون مع شركة المشاعر المقدسة التي أسست مؤخرا.
• المدينة المنورة
منذ تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في البلاد قام رعاه الله بزيارة تاريخية للمدينة المنورة في شهر رمضان عام 1436هـ وتم خلالها تدشين العديد من المشروعات التطويرية والتنموية، كما وجه باستكمال مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف وافتتح مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة كما قام بزيارة ثانية للمدينة المنورة في رمضان الماضي، وهو تأكيد على اهتمام مكثف من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال مؤشرات أبرزها توفير الإمكانات والموارد كافة للإسراع في استكمال مشاريعها وبالذات المشاريع التي تخدم المسلمين من حجاج ومعتمرين وزوار، إضافة لسكانها من المواطنين والمقيمين ودشن خادم الحرمين الشريفين عددا من المشاريع التنموية والتعليمية خلال زيارته المدينة المنورة بقيمة خمسة مليارات ريال، من شأن تلك المشاريع أن توفر بيئة معيشية وخدمية أفضل تتناسب مع السكان والزائرين سنويا للمنطقة.
وتأتي المشاريع التعليمية بمقدمة المشاريع التي دشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مشروع الجامعة الإسلامية بتكلفة قدرها 843 مليون ريال لتشمل المباني الجامعية ومرافق مختلفة.
اضافة لتدشين 45 مدرسة جديدة للبنين والبنات بقيمة 341 مليون ريال موزعة على كافة محافظات المدينة.
ومن منطلق الأمن المائي وتحقيق سبل الاستدامة، سيدشن خادم الحرمين مشروع الخزان الاستراتيجي للمياه بطاقة تخزينية تصل إلى 3 ملايين متر مكعب بقيمة 235 مليون ريال.
كما سيتم اعتماد مشاريع الكهرباء من خلال إنشاء محطة وسط المدينة ومحاطات تحويل الطاقة الخمس عشرة في كل من أحد والبركة والخندق والبيداء إلى جانب تمديد شبكات نقل 110 بتكلفة 2475 مليونا.
وفيما يتعلق بالمشروعات البلدية، فقد تم تخصيص مليار ريال كقيمة إجمالية لعدد من المشاريع التي تهتم بدرء مخاطر السيول والحماية ومشاريع الطرق والمرافق العامة وتحسين البنية التحتية.
أما المشاريع الصحية فسيتم تدشين مستشفى المدينة المنورة العام بسعة استيعاب 500 سرير بقيمة 415 مليون ريال.. ومن أهم تلك المشاريع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف لتتضاعف مساحة المسجد والساحات المحيطة بالمسجد النبوي كأكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي وما يرتبط بالتوسعة من مشاريع للتجميل والتطوير والتحسين وتطوير المناطق المركزية المحيطة بالمسجد النبوي لاستيعاب إقامة المزيد من الحجاج والمعتمرين والزوار من خارج وداخل المملكة. حيث من المتوقع أن يصل زوار المدينة المنورة على مدار العام إلى30 مليون زائر خلال الـ15عاما القادمة.
والزائر للمدينة المنورة يلمس عن كثب الجهود المبذولة حاليا تسابق الزمن لاستكمال توسعة المسجد النبوي ومشاريع التجميل والتحسين وإيصال الخدمات اللازمة، واستكمال البنية التحتية يضاف لها مشاريع متعددة أخرى ومن أهمها تطوير درب السنة الذي يربط المسجد النبوي الشريف بمسجد قباء لتقام على جوانبه مشروعات عمرانية واستثمارية ومحلات تجارية تراثية وبوابات المدينة المنورة القديمة على غرار العمارة المدينية للحفاظ على تراث المدينة المنورة، وسوف يخصص جزء من تلك المحلات لصناعات تقليدية وتراثية وحرف شعبية ويحتوي المشروع أيضا على مشاريع عمرانية مخصصة للمكتبات والمتاحف والمراكز الحضارية الأخرى ومشروع مجمع مكتبات الملك عبدالعزيز الوقفية التي أع لن نظامها الأساسي والذي يعد ثاني أهم مجمع مكتبات في العالم الإسلامي بما تحويه من نفائس المخطوطات المتنوعة في مختلف العلوم، ومن أهمها أكبر مجموعة في العالم لمخطوطات المصحف الشريف وأكثر من 160 ألف كتاب نادر. ويستمتع زوار المدينة المنورة بالسير على الأقدام بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء تأسيا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي حدثنا عن فضل زيارة مسجد قباء وأن أجر الزيارة تعادل فضل العمرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل يوم سبت زائرا ماشيا وراكبا.
وسوف تتم توسعة مسجد قباء والمناطق المحيطة به التي سوف تضاعف مساحة المسجد والساحات المحيطة به وتوفير مواقف السيارات والخدمات الأساسية للمسجد. وسوف يرتبط مسجد قباء كغيره من المشاريع التنموية بشبكة النقل العام الداخلي لربط المسجد النبوي وقطار الحرمين والمشاريع التنموية بالمدينة المنورة من خلال شبكة نقل عام داخلي متطورة وربط بقية أنحاء المدينة المنورة بشبكة مواصلات مغذية للنقل العام الداخلي.
ويتوقع استكمال مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة وجدة بالمدينة المنورة خلال الأشهر الستة القادمة، والجهود المبذولة حاليا تأتي للمحافظة على المآثر الإسلامية بالمدينة المنورة وترميمها وتعمير ما اندثر منها. والعمل جار لاستكمال مشروع دار الهجرة لإسكان الحجاج والمعتمرين والزوار بعد ربطه بشبكة النقل الداخلي وبدء مشاريع مدينة المعرفة الاقتصادية وغيرها من المشاريع الاستثمارية العمرانية، وتستمر جهود شركة المقر المملوكة لأمانة منطقة المدينة المنورة لتطوير المناطق العشوائية والجهود المبذولة لتطوير الطرق الإشعاعية والطرق الدائرية ومن أهمها طريق الملك سلمان وطريق الجامعات وتقوم هيئة تطوير المدينة المنورة بجهود متنوعة فعالة لوضع الخطط الشاملة لتطوير المدينة المنورة.
وتقوم الجهات الحكومية باستكمال مشاريع الإسكان ومشاريع الرفاهية الاجتماعية من مرافق تعليمية ومنشآت صحية ومشاريع اجتماعية وتوسعة قدرات الجامعات بالمنطقة واستكمال مشاريعها المتنوعة، واستكمال البنية التحتية وتحديث المرافق بأنحاء المنطقة. ويقوم القطاع الخاص باستثمارات متنوعة إضافة للشراكة مع القطاع الحكومي لتنفيذ المشروعات بكفاءة عالية وشراكة فعالة ومساهمة في مشاريع التخصيص كما رأينا في مشروع مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي.
ويظل الاهتمام الفائق الفعال من لدن أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز صاحب العطاء الوافر والمميز بتوطين مبادرات نوعية هي الأولى على مستوى مناطق المملكة، ومنها مشروع نماء المنورة للاهتمام بأبناء وبنات الوطن وتأهيلهم التأهيل المناسب ليكونوا صناعا ومتخصصين في الصناعات الحرفية والسلع التراثية والتقليدية كالبرنامج المميز «صنع بالمدينة» و«غرس المدينة».
تلك الجهود بارزة للعيان من خلال معارض نماء المنورة المنتشرة جوار المسجد النبوي الشريف والمساجد التاريخية والأثرية والأسواق الحرة بالمطارات والمحلات التجارية الكبيرة ومعامل الإبداع لتدريب وتأهيل أبناء وبنات الوطن. وقد حرص سموه على أن تكون المدينة المنورة والمنطقة عموما مميزة في نوعية التعليم بدءا من المراحل الأولى دون الجامعية، وسعى سموه لتعميم نظام الحكومة الإلكترونية بإمارة المنطقة وتعميم استخدام التقنية بإمارة المنطقة وفروع الإمارة في المحافظات والمراكز من خلال تيسير أداء الأعمال باستخدام التقنية، والتيسير على المواطنين من خلال ربط المعاملات بالتقنية دون الحاجة لمراجعة الإمارة وفروعها، واستخدام الاتصال المرئي بين أمير المنطقة والمواطنين القاطنين بالمحافظات. وعمم استخدام التقنية في معاملات الإمارة بدلا من المعاملات الورقية. وأوجد جائزة التميز الحكومي لخلق التنافس بين الجهات الحكومية لتبسيط الإجراءات لدى تلك الجهات وتذليل المعوقات أمام المراجعين والارتقاء بالخدمة للمراجع والمستفيد.
وإنشاء مجلس للاستثمار بالمنطقة بهدف الترويج للمنطقة استثماريا وإبراز ميزات المنطقة النسبية والتنافسية وتعاون الإمارة ومجلس الاستثمار مع خبراء متخصصين من البنك الدولي قاموا بإعداد دراسات لأبرز ميزات المنطقة النسبة والتنافسية، وإعداد دراسات عن مناخ الاستثمار وسهولة أداء الأعمال المتنوعة بالمنطقة.
يضاف لها جهود مجلس المنطقة المتنوعة وجهود الجهات الحكومية كافة التي تفاعلت مع توجه الأمير نحو جعل المنطقة الوجهة المفضلة للمستثمرين، وإحدى أهم المناطق في المملكة جذبا للاستثمار والتنوع مع التركيز على إنشاء مشاريع مميزة للحكومة في قطاعي التعليم والصحة بالذات. وتحوي المنطقة ثاني أكبر مجمع للصناعات بالمملكة في محافظة ينبع وتعد من أبرز مناطق المملكة الغنية بالثروات المعدنية والآثار والشواطئ الواعدة.
كما يحرص الأمير فيصل بن سلمان على الاستعانة بأصحاب الفكر والمبادرات والعطاء المخلصين لتكون المدينة المنورة درة المدائن. وتكون المنطقة من المناطق المميزة بناتجها المحلي المرتفع، منطقة تتوفر بها فرص العمل لأبناء الوطن ولا تعاني من مشكلة البطالة بين أبنائها ويفتخر أهلها وأبناؤها والمقيمون بها بمبادراتها المميزة وعطائها الوافر واقتصادها المتنامي.