الدمام - سلمان الشثري:
تزامنت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - التي شرّف بها المنطقة الشرقية مع قرب ذكرى البيعة المباركة ولم تكن زيارة خادم الحرمين الشريفين زيارة عابرة، بل كانت من الزيارات التاريخية التي أطلق خلالها مشروعات ضخمة ووضع حجر أساس لمشروعات عالمية تعتبر من أهم المشروعات على مستوى العالم في قطاعات اقتصادية وتنموية ومرحلة مهمة لتحقيق رؤية المملكة 2030.
وقد دشّن الملك المفدى خلال زيارته للمنطقة الشرقية مشروعات الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة أرامكو وشركة سابك والقطاع الخاص، التي يبلغ عددها 242 مشروعًا، وتبلغ تكلفتها الإجمالية أكثر من 216 مليار ريال.
كما دشّن خادم الحرمين الشريفين مشروعات التعدين في رأس الخير كمنظومة لصناعة التعدين الحديثة، فيما تُعدُّ رأس الخير منصة انطلاق قطاع التعدين الواعد نحو تحقيق أهداف القطاع في رؤية السعودية 2030م.
وفي مجال إنتاج النفط دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - خلال الزيارة عدداً من مشروعات إنتاج الزيت والغاز، وذلك لتهيئة المناخ لاستدامة التوسع والتنويع في اقتصاد المملكة وزيادة قدراتها، والتمكين لتأسيس قطاع طاقة وطني قوي ومنافس، ولتعزز أرامكو السعودية من خلال هذه المشروعات، مكانتها لتصبح أكبر شركة متكاملة للطاقة والبتروكيميائيات في العالم.
وتتضمن المشروعات، مشروع حقل «منيفة» الذي تبلغ طاقة معامل إنتاج الزيت الخام به 900 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل، ويُسهم إنتاج هذا الحقل في تغذية المصفاتين التابعتين للمشروعين المشتركين في شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير «ياسرف»، وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات «ساتورب».
أما ثاني المشروعات التي دشنها خادم الحرمين الشريفين فهو معمل الغاز في «واسط»، حيث تمكنت أرامكو السعودية في هذا المشروع من زيادة طاقة معالجة الغاز في المملكة، فقد صمم هذا المعمل لمعالجة 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب، ويستطيع أن يُمِدَّ شبكة الغاز الرئيسة التابعة لأرامكو السعودية بما قدره 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع، الأمر الذي سيُسهم في نمو قطاعي البتروكيميائيات والتصنيع في المملكة، اللذين يُتوقع لهما أن يوفرا آلاف الفرص الوظيفية الجديدة التي تتطلب مهارات فنية عالية.
والمشروع الثالث هو مشروع توسعة حقل خريص وزيادة إنتاجه، فقد ساعد اكتمال هذا المشروع على زيادة طاقة إنتاج النفط الخام في أرامكو السعودية إلى 12 مليون برميل يومياً، ليحافظ على مكانة المملكة بوصفها من أكبر موردي النفط والغاز في العالم وأكثرهم موثوقية.
ويشمل مشروع خريص، الذي بدأ الإنتاج في يونيو 2009م، مرافق لإنتاج 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام العربي الخفيف من خلال مرافق المعالجة المركزية الأكبر في المملكة، إضافة إلى معمل لمعالجة الغاز المصاحب، ينتج 70 ألف برميل يومياً من المكثفات و420 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. كما أضاف المشروع 4.5 مليون برميل يومياً من طاقة حقن مياه البحر عبر شبكة أنابيب يصل طولها إلى 920 كيلومتراً.
وقد تم الانتهاء من أعمال الحفر لأكثر من 300 بئر، التي كان من المقرر أن تستغرق ثلاث سنوات، قبل 10 أشهر من الموعد المحدد، بعد أن تم تطبيق مزيج من أساليب الهندسة والأعمال المبتكرة في المشروع.
وفي المشروع الرابع تمت توسعة حقل الشيبة، الذي يقع في صحراء الربع الخالي على بعد مئات الكيلومترات من أقرب منطقة مأهولة بالسكان. وبناء على هذه التوسعة ستزيد طاقة الحقل الإنتاجية بمقدار 250 ألف برميل يومياً، ليصل إلى مليون برميل يومياً، أي ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل عندما بدأ أعماله التشغيلية في عام 1998م.
وبغرض التكامل مع مرافق إنتاج الزيت في الشيبة، أنشأت أرامكو السعودية معملاً جديداً في الشيبة هو معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي الذي بدأ أعماله التشغيلية في نهاية عام 2015م. وتبلغ طاقة معالجة الغاز في هذا المعمل 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المصاحب، فيما تبلغ طاقة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الإيثان والعناصر الأثقل 275 ألف برميل في اليوم.
وفي حين تُدشِّن هذه المشروعات مجتمعة لنهضةٍ اقتصادية شاملة في قطاع البترول في المملكة والعالم، فإنها تعد أيضاً حجر أساس في تنفيذ رؤية المملكة 2030، ولاسيما أنها ستوفر الآلاف من الوظائف بالمملكة، وستزيد القيمة المضافة من خلال برنامج اكتفاء لزيادة المحتوى المحلي في سلسلة التوريد. كما أن هذه المشروعات من شأنها تعزيز مكانة المملكة كأكثر موردي النفط موثوقية، فضلاً عن أنها ستقود أرامكو السعودية لتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في أن تصبح شركة متكاملة رائدة عالمياً للطاقة والبتروكيميائيات بحلول عام 2020.
وإلى جانب هذه المشروعات الصناعية العملاقة، ومع دخول المملكة إلى سباق مجتمع واقتصاد المعرفة، دشّن الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي تهدف برامجه وفعالياته، المنتظر أن تنطلق العام المقبل، إلى تحفيز طاقات شباب المملكة من خلال إذكاء شغفهم بالمعرفة والإبداع والابتكار وتأسيس ثقافة التواصل الحضاري مع العالم.
كما لا تقتصر برامج «إثراء» على المنطقة الشرقية فحسب، بل إن لدى المركز مجموعة واسعة من البرامج التعليمية التي تصل إلى كافة أرجاء المملكة، مثل مبادرة إثراء الشباب وبرنامج إثراء المعرفة.
كما وضع - حفظه الله - خلال زيارته الميمونة، حجر الأساس لبدء أعمال مشروع ضاحية الأصفر في محافظة الأحساء، الذي يتسع لنحو 100 ألف وحدة سكنية متنوعة المساحة والتصميم، ويضم العديد من المرافق والحدائق والمساجد والمراكز الاستثمارية والتجارية، التي ستشكل - بمشيئة الله - عنصر جذب سياحي للمحافظة.
ذكرى البيعة
ومع ذكرى البيعة يتذكر المواطنون ورجال الاقتصاد في المنطقة الشرقية الإنجازات الكبيرة في المملكة والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص حيث وصف رئيس لجنة التأمين بغرفه الشرقية، صلاح الجبر، رؤية المملكة 2030 بأنها أكبر مشروع تنمية في كافة المجالات على مستوى المنطقة، وأكبر مرحلة تحول في تاريخ المملكة الحديث، حيث تضمنت أهدافها تقسيمات رئيسية واندرج تحت كل منها أهداف فرعية شملت إصلاحات جذرية في قطاعات مختلفة، لتشكل خطة تهدف لتحرير اقتصاد السعودية من الاعتماد على النفط على نطاق واسع.
وهنأ صلاح الجبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهم الله جميعا - بذكرى البيعة المباركة.
وأوضح الجبر أنه بعد أن كان اعتماد المملكة على النفط لعقود من الزمن، بات هاجس قيادتنا الحكيمة ضرورة إيجاد البديل، لتأتي لحظة التحول وتطلق أضخم مشروع تحول لإنعاش الاقتصاد وإيجاد البديل للنفط ولتصبح السعودية في مأمن اقتصادي يكفل الأمن والأمان لكل مواطن سعودي ومقيم على أرض الوطن.
ومن جهته يؤكد الدكتور عبد الله بن أحمد المغلوث عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية بغرفة الرياض، أن الذكرى البيعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم مناسبة لأن يفخر بها كل مواطن، حيث تطل علينا الذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حاملة الكثير من الإنجازات في مختلف المجالات الأمر الذي يأتي امتدادا لنهج قويم عرفت به هذه البلاد المباركة من تأسيسها علي يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - مروراً بعهد أبنائه الملوك من بعد جاعلين من كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلَّم - دستورا للحياة وأساسا لتحقيق العدل والمساواة، حيث شهدت المملكة حزمة من القرارات النوعية والتاريخية هذا العام تثبت قوة المنهج ووضوح الأهداف، وكان من ضمنها ضخ الدماء الشابة وإرساء مؤسسة الحكم لمواجهة التحديات بحزم وجعل الإِنسان أو المواطن السعودي نواة للتنمية ونقل البلاد إلى منصات الازدهار الحضاري، حيث أمر في عهده بإنشاء هيئة توليد الوظائف وهيئة للمنشآت الصَّغيرة والمتوسطة وهيئة الترفيه وغيرها، حيث صدر القرار التاريخي بموافقة جلالته على برنامج التحول الوطني 2020 والرؤية 2030 والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتنمية الاستثمار والشراكة الحقيقية بين القطاع الخاص وتنمية وتطوير وتوظيف الشباب والشابات السعوديين، بالإضافة إلى التوسع في البنية التحتية والدراسات العلمية والتقنية من خلال خطوات تنموية متلاحقة على الأصعدة المختلفة التي تعكس المكانة السياسية والاقتصادية للمكلة بين دول العالم، حيث إن المشروعات والبرامج الطموحة لأجهزة الدولة تحقق رؤية المليك تجاه توفير مقومات العيش الكريم والرفاهية لأبناء الوطن والمملكة اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - أكثر إشراقاً وازدهاراً واستقرار عهد تحفه وحدة وطنية نموذجية امتزجت فيها كل معاني الوطنية والولاء في أبهى صورها.
وقال مدير فرع المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق بالمنطقة الشرقية، جمال حمزة: نحمد الله سبحانه وتعالى على استمرار العطاء والإنجاز في وطننا الغالي في هذا العهد الميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وتزامن مع بيعة خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - تعالى بافتتاح الكثير من المشروعات العملاقة في المنطقة الشرقية التي تواكب مع متطلبات المملكة لتكون في مصاف الدول المتطورة في جميع مجالات الحياة ومنها المجال الصناعي الهام الذي أولته رؤية المملكة 2030 التي أعلنها سمو سيدي ولي ولي العهد الكثير من الاهتمام.
وقال ان المؤسسة العامة للحبوب تشرفت بافتتاح سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أثناء زيارته الميمونة للمنطقة الشرقية العديد من مشروعاتها في الدمام والأحساء، حيث تم افتتاح مشروع توسعة صوامع تخزين القمح بالدمام بطاقة تخزينية تبلغ 140 ألف طن متري من القمح من أجل زيادة الطاقة الاستراتيجية لمخزون القمح على مستوى المملكة، حيث تجاوزت تكلفة هذا المشروع مبلغ 332 مليون ريال وكذلك تركيب وتشغيل عدد (2) من النواقل الحديثة لتفريغ البواخر بطاقة 1000 طن/ ساعة، وأيضاً شرفت المؤسسة بتدشين خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - لفرع المؤسسة بمحافظة الأحساء والذي يُعدُّ مشروع متكامل يشمل إنشاء مطحنة بطاقة إنتاجية تبلغ 600 طن قمح / يوم وكذلك صوامع لتخزين القمح بطاقة استيعابية تبلغ 60،000 طن متري وبتكلفة تجاوزت 515 مليون ريال.
وقال رئيس اللجنة العقارية بغرفة الشرقية خالد بارشيد: لعل من دواعي سرورنا وفرحنا بالذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - أن نجدد البيعة لقائدنا خادم الحرمين الشريفين وخصوصاً ما تحقق للمملكة من الأمن والاستقرار وسط عالم يموج بالمتغيرات والاضطرابات الإقليمية والدولية التي لم تزد المملكة وشعبها إلا رسوخاً وأمناً واطمئناناً أبهر العالم. وأكَّد مدى ما تتمتع به العلاقات وأواصر المحبة والوفاء بين شعب المملكة وقيادته الحكيمة، وإن إنجازاته - حفظه الله - امتدت إلى كل القطاعات والمناطق في ربوع مملكتنا، مُحدثة تغييرات جذرية، سيكون لها حزمة من الإيجابيات على مستقبل الوطن والمواطن في قادم السنوات، حيث كانت له - سلمه الله - إنجازات أمنية واقتصادية لا يُستهان بها، تمثلت في تأسيس مجلسين؛ الأول للشؤون السياسية والأمنية، وظيفته حماية الوطن ورعاية مصالحه وتعزيز مكتسباته، والثاني مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومهمته إحداث تغييرات في هيكلة الاقتصاد السعودي، وإيجاد مصادر جديدة للدخل.
ومع ذكرى البيعة نتذكر زيارته - سلمه الله - الميمونة إلى المنطقة الشرقية التي تعد الزيارة الأولى له بعد توليه مقاليد الحكم؛ والتي جاءت تأكيدًا على التلاحم والترابط الذي يجمع القيادة بالمواطنين صفًا واحدًا في مسيرة البناء والتشييد المستدام، التي تشهدها البلاد في مختلف مناطقها وبمشاركة كافة القطاعات.