أكد معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود أن الذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم تمثل مناسبة سانحة للحديث عن الإنجازات والمواقف والخطط التنموية التي شهدتها المملكة خلال هذه الفترة الوجيزة.
وقال معاليه في كلمة له بهذه المناسبة: «خادم الحرمين الشريفين يدٌ تبني، ويدٌ تحمي, منذ أن استلم - حفظه الله - مقاليد الحكم في مملكتنا الغالية منذ سنتين مضتا، وهو يمضي برؤية واضحة ومنهج ثابت نحو تدعيم أسباب التنمية والبناء والأمن والاستقرار للبلاد، مستندًا في ذلك على إرث تراكمي من المعارف والخبرات والتجارب في إدارة شؤون البلاد سواء فيما يتعلق بالإدارة المحلية والتنموية، أو ذاك المرتبط بشؤون السياسة الخارجية، مستلهمًا خطواته وأعماله ومواقفه من مدرسة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - التي تجمع ما بين البناء والتحديث الداخلي وضبط التوازنات الخارجية، تلك السياسة التي تمنح البلاد القدرة على تنفيذ برامج التنمية وبناء الإنسان، وفي الوقت ذاته تعمل على ترسيخ العلاقات والمواقف الخارجية التي تحفظ للمملكة مكانتها وتعزز من حضورها في المحافل الإقليمية والدولية». وأضاف معاليه: «إن التقليد السائد للاحتفاء بالمناسبات الوطنية في المملكة يتجاوز الاحتفالات الصاخبة إلى العمل على إبراز مكامن الإنجاز والبناء والتلاحم الوطني والرؤية المستقبلية، حيث تمكن ـ حفظه الله ـ أن يؤسس لرؤية تنموية جديدة تنسجم مع العوامل والمعطيات الجديدة للمملكة داخليًا وخارجيًا». وتابع معالي الدكتور الداود قائلاً: «إن المملكة تشهد في هذه المرحلة نموًا سكانيًا مرتفعًا يُشكّل فيه الشباب النسبة العظمى، وتواجه فيه أسعار النفط تقلبات حادة، ما يعني الحاجة إلى مواكبة متطلبات النمو السكاني وإيجاد فرص عمل للشباب، وصعوبة الاعتماد على المورد الواحد، وضرورة تعزيز القطاع الاقتصادي، هذه المعطيات جعلت خادم الحرمين يطلق رؤية تنموية جديدة تستجيب لمتطلبات الحاضر والمستقبل، وهي مشروع (رؤية 2030) التنموية التي استندت في بنائها على مكامن القوة التي تتمتع بها المملكة المتمثلة في مكانتها في العالم الإسلامي ودورها في المجال العالمي، وموقعها الإستراتيجي، وثرواتها الاقتصادية، ومواردها البشرية». وأضاف: «فهذه الرؤية تبشر بمستقبل واعد للمملكة يقوم في تطلعاته على استشراف القادم عبر ثلاثة محاور، أولها المجتمع الذي يمثل الأساس في معادلة الرؤية، إضافة إلى محوري الاقتصاد المزدهر والوطن الطموح، وفي كل محور هناك حزمة من الالتزامات والأهداف، التي ارتكزت الرؤية في تحقيقها على مجموعة من البرامج التنفيذية التي ستخضع في تنفيذها للقياس ولحوكمة ومؤشرات الأداء والنتائج».
وأردف معاليه: «وفي ظل الأحداث الإقليمية والتحديات الخارجية المتمثلة بتدخل القوى الدولية في الدول العربية، قاد خادم الحرمين الشريفين التحالف الدولي لإعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم، وأسهم في تعزيز التعاون العربي، وقبل أسابيع قام بزيارات تاريخية لدول الخليج الشقيقة، تجسدت فيها المكانة التي يحتلها كقائد محنك له ثقله ومكانته ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل العالمي، وأنهى تلك الزيارات إلى اتفاقات تعزز الوحدة الخليجية وتقطع أي محاولة خارجية لزعزعة التقارب الخليجي والعربي».
وختم بالقول: «إن هذه المناسبة -ذكرى البيعة- تأتي والمملكة تسير بخطى واثقة ومدروسة نحو المستقبل، فالملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يقود المملكة في ظل ظروف وتحديات صعبة نحو التنمية والبناء وتعزيز القطاعات الاقتصادية من جهة، ويعمل على تعزيز الأمن والاستقرار والموازنات الخارجية من جهة أخرى», سائلاً الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان ويمتع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالصحة والعافية ويديمه ذخراً للإسلام والمسلمين.