«الجزيرة» - المحرر:
عبر سبعة أهداف إستراتيجية أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مبادراتها ضمن برنامج التحول الوطني 2020، حيث حصرت المدينة مبادراتها بثلاثون مبادرة تجاوزت تكلفتها الثمانية مليار ريال. ولهذه المبادرات اثنا عشر مؤشر أداء تقيس مدى تحقق الأهداف والتقدم في الإنجاز واثنا عشر مستهدفا. وقد نص الهدف الاستراتيجي الأول على الارتقاء بالبنية التحتية والتجهيزات اللازمة لتطوير المحتوى المحلي، ويرتبط هذا الهدف مباشرة بأهداف الرؤية الوطنية 2030: إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء وتعزيز ثقتهم باقتصادنا، وكذلك هدف: رفع تنافسية قطاع الطاقة، وسيكون مؤشر الأداء المستهدف تحقيقه في2020 لهذا الهدف الاستراتيجي هو عدد المنشآت اللازمة لتطوير المحتوى المحلي التي تم استكمالها حيث أن المستهدف في2020 هو 17 منشأة.
ومما لا شك فيه بأن المحتوى الرقمي السعودي لازال ضعيفا وغير منافس رغم أن المستخدمين السعوديين وصلوا لأرقام عالية في استخدام التقنية ولكنها وبكل أسف تأخذ طابع الاستهلاك أكثر من الإنتاج المعرفي أو العلمي، ويأتي الهدف الاستراتيجي الثاني للمدينة بتأسيس شركات تقنية ناشئة ذات قيمة مضافة للمساهمة في زيادة المحتوى المحلي ويرتبط هذا الهدف مباشرة بأهداف الرؤية 2030: دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وكذلك هدف دعم ريادة الأعمال، وكذلك هدف تطوير قطاع تقنية المعلومات ولتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي ستسعى المدينة لتوفير عدد 3600 وظيفة تم توليدها من قبل الشركات الناشئة من قبل الحاضنات وعدد 4000 وظيفة تم توليدها من قبل برنامج الشركات الابتكارية في الجامعات، وكذلك لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي سيتم تأسيس 600 شركة ناشئة من قبل الحاضنات وكذلك تأسيس 800 شركة ناشئة من قبل برنامج الشركات الابتكارية في الجامعات وذلك بلا شك من شأنه أن يحقق أهداف إستراتيجية وطنية أبرزها تقليص معدلات البطالة وتنويع مصادر الدخل وتوطين التقنية.
وفي الهدف الاستراتيجي الثالث وضعت المدينة هدفاً استراتيجي يتمثل في تعزيز قدرات الشركات الصغيرة والمتوسطة القائمة للمساهمة في زيادة المحتوى المحلي، ويرتبط بهدف الرؤية 2030 في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وسيتم تحقيق ذلك الهدف عن طريق خدمة وتعزيز قدرات 400 شركة ناشئة، وقد تم احتساب هذا العدد من الشركات الناشئة لخدمتها وفقاً للمعيار العالمي الذي يقول بأن 12 % من مجمل الشركات الصناعية في الولايات المتحدة استفادت من برامج مماثلة، مقارنة بـ10% سنوياً لدينا.
وهذا الهدف في غاية الأهمية حيث إن أغلب الشركات الناشئة يقودها رواد الأعمال الشباب وحسب الدراسات الاقتصادية العالمية بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه عدد من الصعوبات والتحديات في بدايات تأسيسها تؤدي إلى إغلاق 70% منها في السنتين الأولى من تأسيسها وتلك خسارة كبرى للاقتصادات الوطنية.
في الهدف الاستراتيجي الرابع لبرنامج التحول الوطني 2020وضعت المدينة هدفاً استشارياً واقتصادياً يتمثل في تقديم الاستشارات التقنية للقطاعات الحكومية، وهو يرتبط مباشرة بهدف الرؤية 2030: الارتقاء بمستوى أداء وإنتاجية ومرونة الأجهزة الحكومية، وسيتم تحقيق ذلك الهدف عن طريق تنفيذ عدد 200 مشروع استشاري سيتم تقديمها في القطاعات المستهدفة حتى عام 2020م. وكذلك سيتم قياس تحقق هذا الهدف من خلال مؤشر: الحصول على رضا العملاء عن الخدمات الاستشارية المقدمة بنسبة 80%.
في الهدف الاستراتيجي الخامس لبرنامج التحول الوطني 2020 وضعت المدينة هدفاً استراتيجياً يتمثل في توطين وتطوير التقنية في القطاعات ذات الإنفاق المحلي الكبير، وهو يرتبط مباشرة بهدف الرؤية 2030 الرامي إلى تطوير قطاع تقنية المعلومات وتطوير قطاع التعدين وتطوير قطاع النفط والغاز ورفع تنافسية قطاع الطاقة، ولتحقيق ذلك الهدف سيتم توطين وتطوير 125 تقنية في القطاعات المستهدفة حتى عام 2020م. وذلك يستدعي تكاملاً فعالاً من قبل الجهات المستهدفة بالتوطين ويتطلب من المدينة الكفاءة في الأداء والجاهزية لهذه المهمة الوطنية الكبيرة التي يعوّل عليها المسؤول والمواطن معاً.
في الهدف الاستراتيجي السادس لبرنامج التحول الوطني 2020 وضعت المدينة هدفاً ذا طابع علمي وأكاديمي يتمثل في دعم البحث والتطوير لضمان استدامة منظومة تطوير المحتوى المحلي، وهو يرتبط مباشرة بأهداف الرؤية 2030: تزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لموائمة احتياجات سوق العمل المستقبلية وهدف دعم ريادة الأعمال، وسيتم قياس تحقق ذلك الهدف من خلال مؤشر إنتاج عدد 20.000 من البحوث المحكمة المنشورة الصادرة من الجهات العلمية في المملكة وكذلك لتحقيق ذلك الهدف سيتم العمل على أن تصل عدد براءات الاختراع المسجلة الصادرة من المملكة في عام 2020 هو 5000 براءة اختراع علماً بأن المعيار الإقليمي لهذا المؤشر هو 3416 براءة اخترع والمعيار الدولي هو 5740 براءة اختراع، وذلك تحدي كبير للمدينة ولكنه ليس بصعب حيث أن المدينة وبالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) قد نفذت على مدار العشر سنوات الماضية عددا كبيرا من البرامج والفعاليات الطلابية التي تحفّز الطلبة على الاختراع والابتكار وبمزيد من التسهيلات والإجراءات وتكاتف الجهود سنصل لهذا الرقم وقد نتخطاه قبل 2020م.
في الهدف الاستراتيجي السابع لبرنامج التحول الوطني 2020 وضعت المدينة هدفاً تشغيلياً يتمثل في زيادة الكفاءات الوطنية المؤهلة لدعم تطوير المحتوى المحلي، وهو يرتبط مباشرة بأهداف الرؤية 2030: تزويد المواطنين بالمعارف والمهارات اللازمة لموائمة احتياجات سوق العمل المستقبلية وهدف تنمية مهارات الشباب وحسن الاستفادة منها، ولتحقيق ذلك الهدف سيتم تأهيل عدد 350 من الخبراء التقنيين قبل عام 2020.
ورغم أن العدد قليل نسبياً إلا أن التدريب والتعليم الذي سيحصل عليه خبراء المستقبل نوعي وتخصصي ومثل هذه البرامج لا يمكن أن تقدم إلا وفق أعداد قليلة لتركيزها على الجانب التطبيقي.
مبادرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ببرنامج التحول الوطني والتي تكلف 8,304,747 مليار ريال تحمل معها العديد من الفوائد المتنوعة والقيم المضافة لاقتصاد الوطن، ففيها معالجة لمشكلة عدم توطين التقنية وخاصة الجهات الحكومية الحساسة وكذلك مشكلة البطالة ومشكلة الضعف في المحتوى ومشكلات هدر الطاقة والمياه ومشكلة إدارة الموارد الوطنية المؤسسية، فمن ضمن المبادرات مبادرة برنامج إعداد القادة التقنيين لدعم تطوير المحتوى المحلي ومبادرة برنامج تحفيز الجيل الناشئ للانخراط في مجالات العلوم والتقنية ومبادرة برنامج مراكز الابتكار الصناعي... وغيرها من المبادرات المتنوعة في عدة مجالات.
مبادرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قرابة الثلاثون مبادرة وهي في مجملها تطور من التقنية الوطنية وتعزز من كفاءة الإنفاق الحكومي على مشاريع التقنيات والبرمجيات في عدة مجالات، والمجتمع متأهب ومتحفّز بأن يرى الأيادي الوطنية هي من تدير وتشرف على المشاريع التقنية في كافة المؤسسات الوطنية الحكومية والخاصة.