خالد بن حمد المالك
في ذكرى بيعته غداً، ونحن ندلف السنة الثالثة، من عمرها، بتفاؤل لا حدود له، وآمال تتسع كلما رأينا ما تحقق خلال عامين مضيا، أقول هذا ونحن نرى صورة الواقع رأي العين يوماً بعد يوم وهي أكثر بهاءً، بينما يأتي المشهد الجميل أمام أنظارنا ليكرس ثقتنا بالآتي، ويحوّل أحلامنا دائماً إلى تفوق وهزيمة لكل ما يقال من كلام بعيداً عن الواقع.
* *
سلمان بن عبد العزيز، هو امتداد لوالده وإخوانه الملوك، وها هو يزيد من مساحة البناء والتعمير، يستثمر في المواطن، يضخ أكثر إيرادات الدولة في التعليم وتوفير للخدمات الصحية للمواطن بجودة عالية، دون أن يغفل عن توفير متطلبات الأمن في الداخل، وعلى جبهات حدود المملكة، بما جعلها عصية على الأعداء.
* *
أجل، نحن نحتفل غداً ببيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه يقودنا نحو فضاءات واسعة حتى نعيش أعزاء في بلد حضاري يتطور بسرعة كما هو حاله اليوم، حيث يزرع فينا الملك الشجاع الثقة بأننا رقم صعب على من يريد أن يمسنا بسوء، نحتفل ببيعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، لأنه خيارنا، لأنه من بايعناه على الكتاب والسنَّة، ليقودنا في مرحلة يموج فيها العالم بالتقلبات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
* *
نحن إذن فرحون وسعداء، بحلول هذه الذكرى، ذكرى البيعة، وحق لنا أن نكون هكذا، لأننا بالقراءة والتحليل والمقارنة مع دول أخرى، نجد الفارق جد كبير، وأن المسافة بيننا وبينهم تجعلنا في المركز الأول في سياق التنمية والأمن والاستقرار والعلاقات الدولية، وهو ما يتسم به عهد الملك سلمان، كما اتسمت به عهود من سبقه من الملوك، رغم التحديات الكبيرة التي كان سلمان في مواجهتها متفوقاً بامتياز.
* *
لا علينا من المشككين، أصحاب النوايا السيئة، والأهداف المشبوهة، وما يقولونه عنا، فالميدان والحقائق والأرقام هي الفاصل بين ما نقوله وما يقولونه، وهي حجتنا عليهم لا حجتهم علينا، وهي المرتكز الذي نبني عليه حبنا لوطننا وقيادته الوطنية، فيما هم في مواقفهم غاوون، سادرون في غيهم.
* *
هناك عمل عسكري كبير يجري على الحد الجنوبي، وهناك عين يقظة ويد على الزناد على جبهات الحدود الأخرى، وهنا في الداخل رجال أمن يحرسون الوطن أيضاً، بينما يستمتع المواطن بما تم إنجازه من برامج تنموية في كل مجال وشأن من مجالات وشؤون الحياة، وهو ما نراه حيثما كانت وجهة نظرنا من طريق لآخر، ومن قرية لأخرى، وعلى امتداد هذا الوطن الغالي.
* *
الملك سلمان، كان معنا منذ بواكير شبابه، أميراً لمنطقة، ووزيراً لوزارة، وولياً للعهد، ثم ملكاً، وكان انطباعنا عنه في كل مرحلة أنه ذلك المواطن المسؤول الذي وهب وقته وصحته وحياته من أجل خدمة الوطن والمواطن، فقد كان في كل موقع عمل تسنّمه نموذجاً للجدية والإخلاص والمثابرة والتواضع، والالتزام بأكثر مما يستحقه العمل من ساعات، وهو اليوم ظل - وهو الملك - كما عهدناه القدوة الحسنة في العزم والتصميم.
* *
سر بنا يا سلمان كما تفعل الآن بالرؤية والتحول الوطني والبرامج الأخرى، فها هم مواطنوك يجددون لك البيعة، ويحتفلون بذكراها، ويتحدثون عن الأمجاد التي تحققت على يديك، ويقولون عنك وفيك ما تستحقه وإن قل، فالعظماء - وأنت منهم- هم من يلهمون الشعوب بأن يصنعوا تاريخهم بقيادات تاريخية ذات عمق وحكمة ودراية ووعي بما كان وبما سيصير.