سعد الدوسري
أعلنت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن نسبة الباحثين عن عمل من خريجي برامج التدريب التقني والمهني تبلغ 4.7 %، حسب بيانات برنامج «حافز» وآليات متابعة الخريجين، وتوزعت النسبة المتبقية 95.3 % من الخريجين بين العمل في القطاع العام والخاص أو يكملون تعليمهم أو يزاولون العمل الحر من خلال افتتاحهم لمشروعاتهم الخاصة.
لن أشكك بهذه الأرقام؛ لن أقول إنه من غير المعقول أن يكون هناك 50 خريجاً فقط، من أصل 1000 خريج، لم يجدوا عملاً، في حين أن الـ950 خريجاً هم الآن يمارسون أعمالهم في دوائر حكومية أو في شركات ومؤسسات أو في ورش خاصة، لأن ذلك لا ينسجم مع نسب البطالة المصرح بها حتى من قبل مؤسسات الدولة، التي تشمل أطباء وصيادلة ومهندسين. سأقول إن تلك الأرقام قريبة إلى حد ما من الواقع، وأنها تبشر بالخير، وأنها تحفز كل من يقرأها للتفكير بالواقع وبالمستقبل، بشكل مغاير، من خلال المنظار المهني، الذي كنا ولا نزال نؤمن بأن بلادنا بحاجة ماسة إليه، وأنها اليوم بحاجة أكبر إليه، فالتحول لن يتحقق بخريجي وخريجات الجامعات فقط، بل بالحرفيين والحرفيات.
إن من المهم على المؤسسة المعنية بتخريج المهنيين والتقنيين، أن تتوجه لتطوير المناهج والمعامل، بالشكل الذي يتلاءم مع المتطلبات الجديدة لبلادنا، فالأمس غير اليوم، والغد يرتكز على مفردات إلكترونية أولاً وأخيراً.