د. عبدالواحد الحميد
دعم دولة قطر الشقيقة لمخترع سعودي مبادرة لافتة من عدة وجوه. وأول هذه الوجوه هو تأكيد التوجه القطري الذي لمسناه في السنوات الأخيرة والمتمثل في توسيع وإبراز حضورها في جميع المجالات خليجياً وعربياً ودولياً، ولابد أنها وجدت في اختراع الشاب السعودي ما هو مفيد لها، فالاختراع هو، حسب صحيفة الحياة، عبارة عن «خوذة قابلة لرصد النعاس، باستخدام إشارات الدماغ، من خلال قراءتها لإشارات الدماغ، وتحليلها، لمعرفة مستوى النعاس، وتستخدم في المستشفيات، ولأصحاب السيارات الثقيلة»، وسوف تقوم قطر بتزويد العاملين لديها في مشروعات كأس العالم وعددهم ثلاثين ألفاً بهذه الخوذات الذكية، وبالطبع سوف تحقق كسباً إعلامياً لأنها تتعرض منذ بعض الوقت لانتقاد من بعض المنظمات الدولية بشأن ظروف عمل هذه العمالة الوافدة لدرجة أن بعض هذه المنظمات تعارض إقامة مباريات كأس العالم في قطر.
أما الوجه الثاني، فهو أن مبادرة دولة قطر بمثابة تأكيد - بشكل أو بآخر - على التعاون الخليجي الذي نتطلع جميعاً إلى أن يصل إلى أقصى الدرجات. وبالتالي، فإنه مما يثلج الصدر أن تتبنى دولة خليجية مثل هذا الاختراع بعد أن كانت الدول الصناعية البعيدة هي التي تتبنى اختراعات وبحوث وإبداعات أبنائنا. ولذلك فإن دولة قطر الشقيقة تستحق الشكر على هذه المبادرة التي تستفيد هي منها ولكنها، وبدرجة لا تقل أهمية، تفيد هذا المخترع الخليجي ليس فقط لأنها دعمته بنصف مليون دولار وإنما أيضا لأنها شجعته وبثت الحماس في نفسه كي يزداد ثقة بإمكانياته فيبدع ويخترع المزيد في المستقبل.
لكن الوجه الثالث يتعلق بنا أكثر مما يتعلق بدولة قطر. فهذا الشاب، واسمه حسن البلوي، طالب مبتعث من جامعة تبوك للدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية، يقول إنه حصل على هذا الدعم القطري بعد «تخلي المؤسسات الوطنية عنه».
نحن نردد دائماً عبارة «خليجنا واحد»، والدعم القطري لشاب سعودي يعزز شعورنا بأن خليجنا واحد فعلاً، لكن هذا لا ينسينا أن لدينا في المملكة الكثير جداً من الموهوبين الذين يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ويشجعهم، مثلما فعل الأشقاء القطريون، ولا يجدون عندنا أحداً.