ياسر حجازي
مثلما
كنتُ أجهلُ عنّي:
فتىً
لمَّ ذاكرتي وبقايا تفاصيله
لم أَكُنْ معَهُ،
لم يَكُنْ في الطريق سواهْ
مثلما
عشِقَ الشِّعرُ سِرَّ الهوَى
هو هذا الفتى: ..
أَوْجَدَاهْ
مثلما
كانَ يقضي العصاري على دَكّةٍ
خارج البيتِ، مُستقبلاً شمسَهُ
تاركاً أمسَهُ
لم أكُنْ في حساباتهِ
لم يكُنْ يُشبهُ أحداً في صِبَاهْ
**
مثلما
قالَ طيرٌ لصاحبهِ:
لا أرانيَ أَعصُرُ خَمراً
وما تَعِبَتْ من نبيذي يَداهْ
مثلما
حدّقَ الطيرُ في الأُفْقِ:
لا أراني وحيداً أغنّي
هي المدنُ المانعاتُ
لها عودةٌ لِغنَاهْ
مثلما
رقِصَ العاشقانِ
على مطرٍ
بَلّلاهْ
**
مثلما
ضحِكَتْ من عيونهِ سيّدةٌ
أَوْصَلَتْهُ صغيراً
إلى مُشتهاهْ
مثلما
امرأةٌ، أنّها القلْبُ تَجرِي بهِ
في ضُحَى الغُرفتينِ،
وحتّى دُجَى مُنتهاهْ
**
مثلما
لم يعُدْ حلْمُهُ حُلُماً
وهِنَ السِّحْرُ،
لا نهرَ يوْرِدُهُ
لا شِجارٌ على الضَّفتينِ
يردّه للصلحِ
سِحْرُ الجوارِ، وسِحْرُ الخُضارِ،
ولا درَجٌ
ردَّهُ عن مَتَاهْ
**
مثلما
نَسِيَ الصَّوَرَ الباقياتِ
وأَنْسَاهُ عن نفسهِ
وطنٌ راغبٌ عن هوَاهْ
مثلما
وطنٌ
ليس شيئاً سوى أَهْلِهِ
يتنفّسُهُم
ليس حيّاً
سوى:
أنَّهُم رِئَتَاهْ
**
25 كانون الأوّل 2016