كتب أحد المثقفين تغريدة عبر برنامج التواصل الاجتماعي الشهير (تويتر) تتمثل في قصة قصيرة عاطفية وتوعوية جداً إذ قال فيها: «رسالة: كتبت -على ورقة قطعتها من دفتر يومياتها الوردي- بخط مائل ومرتبك وطفولي: بابا لأني أحبك كثيراً الله يخليك بطل تدخين، أنا خائفة عليك. فجاء الرد عليه من أحد المتابعين قائلاً بعامية: وهل بطلت التدخين يا...؟» ذاكراً اسم المثقف الذي كتب تلك التغريدة.
وهنا تبادرت إلى ذهني نظرية موت المؤلف التي ألفها كارل بارت وتعمل على تفكيك العلاقية بين القراءة والكتابة وبين مرسل النص ومستقبله وتعمل على حل العديد من المشكلات الأدبية النقدية مثل وظيفة قصد المؤلف، وضع اللغة الأدبية، دور الفرضيات التفسيرية، واقع وبيئة المؤلف وإنتاجه الفكري الأدبي، عزلة المؤلف، نظرة المجتمع تجاهه سواء بالتقبل أو الرفض. فتلك النظرية رغم ما وقع عليها من النقد إلا أنها على الأقل سوف تكفي المؤلف من الأسئلة الباردة التي ربطت بين النص وشخصية المؤلف كذلك السؤال أعلاه حين ربط المغرد بين النص وشخصية المؤلف فوجه له ذلك السؤال بفجاجة.
الكثير من المؤلفين وقعوا ضحية لمثل تلك الأسئلة وعانوا من ربط المجتمع بين شخصياتهم وإنتاجهم الأدبي، فتركي الحمد مثلاً أكاد أجزم أن أغلب من قرأوا ثلاثيته الروائية الشهيرة اعتقدوا أنها سيرة ذاتية له، رغم أنه لم يفتأ ينفي ذلك الاعتقاد، الأمر نفسه عانت من أحلام مستغانمي في ثلاثيتها الشهيرة أيضاً، وكذلك محمد حسن علوان في روايته سقف الكفاية تحديداً، فقد ظل ذلك السؤال يواجهه كثيراً في مختلف المنصات: هل أنت ناصر؟! ويقصد به بطل الرواية. ولعله قد صار من الضرورة القصوى أن نعمل بنظرية موت المؤلف وإقصائه عن النص حتى نتمكن من الاستمتاع بالنص مجرداً من اعتقاداتنا نحو كاتبه.
- عادل الدوسري
aaa-am26@hotmail.com
AaaAm26@