(1)
صمت عميق يشل التفكير و ذهول الذكريات العتيقة التي تحضر تلقائيا في مشهد الكتابة عن أبي ؛ لتكون مختلفة لا تشبه أي كتابة كتبتها منذ أن احتضنت يدي اليمنى (ألق) الكتابة..!
(1)
نُفلسفُ للموت بنظرتنا إليه من بعيد ؛ لكن ذلك المجهول الذي لا يعلمه إلا الله عزَّ وجل ، تزداد حيرتنا وأسئلتنا حوله عند فقد قريب تماما مثل فقد أبي ، ابتسامة الحياة في قلوبنا.. عندما نرتمي في أحضان ذلك الموت يصمت كل شيء؛ ليبقى في طبيعته من أسرار الله لأجل الابتلاء و الامتحان «..خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا»..
(1)
أفراحنا ؛ بل كل لحظاتنا القادمة حتما ستكون كلها ناقصة يا أبي ، نستعيدُ ابتسامتك و لطفك الذي كان يعمر أرواحنا ؛ لكن هيهات أن تعوض استعادة تلك الذكرى رحيلك...!
(1)
من يعرف أبي جيدا ، سيعرف حكاية كفاح في الحياة كانت معه أمي الغالية - متعها الله بالصحة و العافية - أعظم شريك وخير عون، كنا و أشقائي علي و ثامر مع شقيقاتي الأربع معه دائما في كل أحواله.
و لا أنسى أعمامي زيد و عبدالرحمن و فهد -جزاهم الله خيراً- كانوا معه في مواقف الحياة لاسيما عندما كنا صغارا.
وسيعرف صبره مع المرض الذي لازمه قرابة عشرين عاما؛ ليكون ملازما و لصيقا بالمستشفيات إلى أن توفاه الله، وحمدا لله على كل حال.
(1)
اكتظ الناس في المسجد ليشهدوا جنازتك لينالوا الأجر ، زيارات العزاء لم تتوقف حتى اليوم الخامس ، لم تترك لنا سوى الذكر الطيب الحسن و الابتسامة ، و حمدا لله على كل حال.
(1)
كل الكلمات والمراثي التي صافحت عيني منذ أن عرفتُ القراءة لا تصف و تعادل تقبيل جبينك الوضيء، ابتسامتك الطاهرة النقية التي تشبه روحك ، في المشهد الأخير ، رحمك الله يا أبي و أسكنك الفردوس الأعلى ، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
- حمد الدريهم