سعد بن عبدالقادر القويعي
مع اتساع انتشار تداول وسائل التقنية، فقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي -اليوم- حلبة للهجوم بين أطراف سياسية دولية مشبوهة ضد السعودية. وبحسب ما أعلن عنه مؤتمر الأمن، والإعلام الذي نظمته أكاديمية نايف للأمن الوطني في 2015، فإن هناك ستة آلاف حساب ساخن في تويتر موجهة للهجوم على السعودية، ويوجد ما يقارب أربعة آلاف حساب تقوم بإعادة نشر التغريدات الصادرة من هذه الحسابات، وتقوم هذه الحسابات بزرع المشكلات، وزعزعة الأمن، وفي 2016 تضاعف هذا الرقم كثيرا، كل ذلك من أجل إيهام المتصفح بوجود رأي يحمله عدد كبير من الناس من حسابات مختلفة، ومتنوعة، وبإشراك حسابات وهمية هائلة.
استكمالا لمخططات استخباراتية، وإعلامية لدول مُعادية، فإن هناك من يروجون للشائعات من خلال تغريدات تستهدف أمن السعودية، -وبصفة عامة- فإن المزيج من الجهود الرامية للأعداء، يندرج تحت الحرب الإعلامية، والفكرية، والنفسية، وذلك من خلال التحكم في الرأي العام، ومحاولة تغييره، أو تجييره لصالح جهة دون أخرى، من خلال محتوى ذي اتجاه واحد، وفقاً لنظرية التأطير، والتي تتسق مع ما يسعى له من أهداف مشبوهة.
يراهن الأعداء على أن هكذا أساليب تجدّد الاحتمال، بأن تسهل وسائل التواصل الاجتماعي من التعبئة السياسية، وبث سمومها في هاشتاقات مُسيئة للمملكة، ورموز وطنية؛ حتى لو تعدّى الأمر إلى محاولة زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وخلق مناخ اجتماعي مضطرب. مع أن القائمين على الحسابات الوهمية صنفوها لمجموعات صغيرة، بواقع ثلاثين حساباً للمجموعة، كما يذكر ذلك -طالب الدراسات العليا في مجال الإعلام- أسامة المحيا، وهي ثلاثة أنواع: حسابات مهمتها الريتويت -فقط-، ولا توجد لها أي تغريدة، وحسابات تتجه للرأي العام، وتدرج تغريدات إخبارية من حسابات إخبارية محددة؛ لتعطيها زخماً؛ ولتشتت الانتباه عن أنها حسابات وهمية تم إنشاؤها؛ لتخدم قضايا معينة، وحسابات مخصصة للمشاركة في الهاشتاقات السعودية الساخنة.
من الناحية الواقعية، فإن العدد الهائل من هذه الحسابات تبقى داخل عالم افتراضي - فقط -، تديرها أجهزة استخبارات كبرى، - ولذا - فإن استيعاب الواقع، والمبادرة بعرض الحقائق سيمنع من اختراق الشباب فكرياً؛ ولأن الوقت قد حان؛ لكي نُحارب جميعاً كل مصادر الفتنة، والانقسام، فإن آلة التحرير، وقوام الرشد، يستدعيان مراعاة المصلحة، ونشدان الخير؛ ليبقى الوطن شامخاً كما هو، وعليه يتفق، ويتوحد الجميع دون مزايدات، أو مهاترات.