في البداية لابد أن نؤكد للجميع أن «الجزيرة» وقفت على مسافة واحدة من الأربعة المرشحين لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم وقدمنا المرشحين بمهنية هدفها الصالح العام ولنضع المتابع وقارئ الجزيرة في المشهد كما هو.. ولذلك فنتمنى أن تكون لجنة الانتخابات هي الأخرى تقف على مسافة واحدة مع جميع المرشحين، وأن يكون لها متحدث يفند الإشاعات التي تظهر بين الفينة والأخرى وتستهدف مرشحين معينين بدلاً من ترك المجال مفتوحاً لمروجي الإشاعات والمعلقين عليها ففي ذلك تخريب للعملية الانتخابية التي تمنينا أن يكون المشرفون عليها قد استفادوا من حملة 2012م وما واكبها من أخطاء وتدخلات رسمية ساهمت في تنصيب أحمد عيد على حساب منافسه خالد المعمر حين استفاد الأول من أصوات اللجنة الأولمبية التي ساندت مرشحها ليفوز على حساب منافسه، والذي كان فائزاً لو حجبت أصوات اللجنة الأولمبية عن الجميع ولم تعط لأحمد عيد في إجراء غير عادل، فدفعت الرياضة السعودية ثمن ذلك أربع سنوات لم يرض عنها الأغلبية.
ففي مساء أمس الأول كاد أحد المرشحين أن يفسد حلقة MBC bro قبل الحلقة وكادت أن لا تتم المناظرة الرائعة التي أدارها بكفاءة الزميل عبدالله العضيبي وقدمت كل مرشح للجمهور كما هو لا كما يريده مناصروه. وفي ليلة أمس الأول استهدفت الشائعات أحد المرشحين بأسلوب لا يمت للعدل ولا المساواة بصلة وكان منتظراً من لجنة الانتخابات التي يرأسها خالد بانصر أن توضح في الحال الموقف ولكنها صمتت بما ألقى بظلال من الشك على قانونية اللجنة ورئيسها، ويسجل لمن استهدفته الشائعة هدوءه وعدم تخريب المواجهة.
الآن وقد شهدنا وعايشنا ما يحدث نتمنى على القائمين على الرياضة أن يفرضوا العدل على احتفالية السبت المنتظر حيث موعد الانتخابات ليفوز الأجدر والأفضل والأصلح فيكفي ما عانيناه سابقاً ويجب أن لا يتكرر ذلك لاحقاً. أما الإشاعات التي تستهدف المرشحين فإننا نراها غير مبررة في كل حفل انتخابي.. هذا الحفل كلف المال والجهد والصرف وهذا شيء معروف ومألوف في كل الحملات الانتخابية على مستوى العالم وليس على مستوى الرياضة وحدها فالنيل من المرشح عادة يكون من خصومه لا من الجانب الرسمي وهذا ما نأمله.. أما الأخطاء فقد صدرت من الغالبية، فصحف وقنوات وبرامج كثيرة انتقدت العدل والمساواة؛ كل حسب مصالحه، وللأسف هنالك إعلاميون نالوا من مرشحين لحساب مرشحيهم وهذا خطأ كبير، بل إن أحدهم قال بالصوت والصورة أنا أعمل مستشاراً عن هذا المرشح (.....) وأفتخر وأسانده؛ وبالتأكيد فهذا المستشار لن يعمل مجاناً كما ألمح هو.. وهذا من حقه ومن حق المرشح، ولكن المآخذ هي النيل من المنافسين الآخرين بطريقة غير مقبولة.
ولتكتمل العملية الانتخابية ولنكون حضاريين في التعاطي معها وبالذات رسمياً ونعني الجانب القضائي فكان منتظراً أن لا يكون الأستاذ خالد بانصر هو رئيس لجنة الانتخابات ورئيس الانضباط ونائب رئيس مجلس مركز التحكيم الرياضي، فكيف سيدير كل هذه المناصب القضائية المتعددة؟!.. وكيف سيلجأ المتضرر من لجنة الانتخابات للانضباط؟.. هل يشكو بانصر لبانصر؟.. هنا سنتذكر المثل الدارج: «إذا كان خصمك القاضي فمن تقاضي»؟.. كل ما ذكرناه آنفاً هو ويعلم الله للمصلحة العامة التي ننشدها ونتمناها ولن ينجح الاتحاد السعودي لكرة القدم في إعادة الكرة السعودية لأمجادها وبطولاتها بدون اتحاد قادر على انتشالها وانتشال منافساتها من وصل الإخفاقات، فالعدل هو ما يرجوه الجميع ليفوز الأجدر والأصلح والأقدر بعيداً عن التدخلات الرسمية التي ساهمت في فشل العملية الانتخابية السابقة ونتمنى أن لا تساهم في استمرار الإخفاق في العملية الجديدة، حتى لا نعطي فرصة أخرى للاتحاد الدولي الـ(فيفا) في تتبع الأخطاء التي تشكو منها رياضتنا، ولئلا تكون النتيجة كما في انتخابات 2012م «نجحت العملية ومات المريض».